كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن تدهور كارثي في الواقع الزراعي بقطاع غزة، حيث تراجعت نسبة الأراضي الزراعية القابلة للاستغلال إلى 1.5% فقط من المساحة الإجمالية. ويعكس هذا الانهيار غير المسبوق في قدرة القطاع الزراعي المحلي، بحسب تقرير صدر يوم الأربعاء، استناداً إلى تحاليل دقيقة لصور التُقطت عبر الأقمار الاصطناعية، خلّصت إلى أن 232 هكتاراً فقط من أصل 1301 هكتار ما تزال صالحة للزراعة وغير متضررة.
ووفقاً للفاو، فإن نحو 8.6% من الأراضي الزراعية ما تزال قابلة للوصول إليها من الناحية النظرية، غير أن أغلبها تعرض لأضرار جسيمة تحول دون استغلالها فعلياً، وهو ما يضع قطاع غزة أمام تهديد حقيقي باندلاع مجاعة شاملة. وأشارت المنظمة إلى أن الوضع الحالي يمثل تدهوراً إضافياً مقارنة بما ورد في تقريرها السابق الصادر في نهاية شهر ماي، والذي قدّر نسبة الأراضي القابلة للزراعة أو الوصول بأقل من 5%.
وأكد المدير العام للفاو، شو دونغيو، أن غزة أصبحت على شفا مجاعة واسعة النطاق، موضحاً أن الكارثة لا تتجلى في غياب الغذاء بحد ذاته، بل في استحالة الوصول إليه بسبب انهيار سلاسل الإمداد وتوقف الإنتاج المحلي. وأضاف دونغيو أن إنقاذ القطاع يتطلب تدخلاً عاجلاً لإعادة تفعيل الإنتاج الزراعي المحلي، باعتباره السبيل الوحيد لتفادي مزيد من الخسائر البشرية، مذكراً بأن الحق في الغذاء هو حق إنساني أصيل لا ينبغي التهاون فيه. وتجدر الإشارة إلى أن الزراعة كانت قبل الحرب تساهم بحوالي 10% من اقتصاد غزة، وتُشكّل مصدر عيش رئيسي لأكثر من 560 ألف شخص.
07/08/2025