kawalisrif@hotmail.com

مدينة تموّل نهايتها .. “حافلات الموت” تبتلع 3 مليارات من جماعة وجدة كمكافأة على سوء الخدمات

مدينة تموّل نهايتها .. “حافلات الموت” تبتلع 3 مليارات من جماعة وجدة كمكافأة على سوء الخدمات

“في وجدة.. الإفلاس يُموَّل، والفشل يُكافَأ، والمواطن يُعاقَب !”

في عرض جديد من مسرح العبث الجماعي، تعود جماعة وجدة إلى الواجهة ، ليس بإنجاز يُذكر أو مشروع يُفتخر به ، بل بصفقة مثيرة للريبة، بطلها النائب الأول للرئيس، عمر بوكابوس، الذي قرر — بكل برود — ضخّ ثلاثة مليارات سنتيم في جيب شركة “موبيليس”، دون إعلان، دون مناقشة، ودون حتى ذرّة من الشفافية. وكأن المال العام أصبح رصيدًا شخصيًا في محفظة إلكترونية، يُحوّل بـ”نقرة رضا” !

السؤال اليوم لا يتعلق بالصفقة فقط، بل بمنظومة السذاجة الجماعية: هل تمت العملية بتنسيق مع الرئيس العزاوي؟ أم أنها مرّت من خلف الستار وهو يلوّح بالمظلّة؟ وإن لم يكن يعلم، فأين كان؟ في عطلة خارج التغطية؟ أم يتابع “تقريرًا تحليليًا” على طاولة الشاي؟ ثلاثة مليارات سافرت من الخزينة دون أن تُستوقف، فإما أن الرئيس متفرج في الصفوف الخلفية … أو شريك صامت في الكواليس.

وليفترض جدلًا أن حسن النية لا يزال يتنفس وسط أنفاس الجماعة، فأين هي السلطة المحلية؟ هل كانت على علم؟ فتلك فضيحة موثقة بالتواقيع. وإن لم تكن؟ فكارثة وطنية، لأن ذلك أمام سلطة ترتدي قناع المراقبة في النهار، وتنام عليه في الليل.

أما “الاجتماعات اليومية” في أحد المقاهي، بين موظف باشوي نافذ ونواب ومستشارين، فتستحق إدراجها ضمن “أجمل مواقع صناعة القرار”، حيث تُعجن الصفقات على نار هادئة، وتُتداول أسرار المدينة كأنها وصفات طبخ … وكل هذا يحدث بينما المواطن لا يملك حتى ثمن القهوة !

ولأن لكل مسرحية ممثلًا رئيسيًا، خرج بوكابوس، رئيس لجنة التحكيم في قطاع النقل، ليقدّم تبريرًا هزليًا يليق بمسرح الظل: الشركة مفلسة؟ نعم … غير قادرة على الوفاء بدفتر التحملات؟ أكيد حافلاتها في حالة ميكانيكية مزرية؟ دون شك. ومع ذلك، تُكافأ بثلاثة مليارات وكأنها فازت بجائزة نوبل للنقل الحضري! والعبارة التي تلخّص المنطق: “أفلسي كما شئتِ، ونحن نغطي الديون من جيب الشعب!”

أما حالة الحافلات، فحدّث ولا حرج : هياكل مهترئة، محركات تصرخ طلبًا للرحمة، ومكابح تنتمي إلى عصر الديناصورات. أسطول من الخردة المركونة، لا يُنقل به إلا اليأس. مشهد تنطبق عليه المقولة المغربية: “القالب كيقلب على المقلوب”، مع تعديل بسيط: القالب هنا يقلب الميزانية، والمقلوب هو المواطن.

في ظل غياب تام للمحاسبة، تحولت ميزانية المدينة إلى حصالة مثقوبة، والخزينة العامة إلى صرّاف آلي بلا شيفرة. مشاريع تُمرّر على دفاتر مهلهلة، وأموال تُصرف كأنها تُنثر في حفل زفاف، والشركة المعنية بالكاد ما زالت على قيد الحياة.. ميكانيكيًا على الأقل.

 

07/08/2025

Related Posts