kawalisrif@hotmail.com

مشاركة معطلة وأحزاب شيخوخة: قراءة في قضايا عزوف الشباب عن السياسة

مشاركة معطلة وأحزاب شيخوخة: قراءة في قضايا عزوف الشباب عن السياسة

في عددها الثاني، كشفت مجلة “قضايا الشباب”، الصادرة عن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، عن مسح شامل يرصد أبرز انشغالات الشباب المغربي، من الهجرة والمشاركة السياسية إلى العمل الثقافي والتطوعي، وصولاً إلى الإطار القانوني للمؤسسات الشبابية. وسلطت إحدى الدراسات الواردة في العدد، بقلم الباحث جمال الشعاري، الضوء على العلاقة المتأزمة بين الشباب والممارسة السياسية، مشيرة إلى أن استعادة هذه العلاقة تمرّ أولاً عبر تجديد النخب الحزبية ونقد ذاتي عميق داخل الأحزاب، كخطوة أولى نحو إعادة بناء الثقة في العمل السياسي.

الدراسة شددت على ضرورة منح استقلالية حقيقية للشبيبات الحزبية في التسيير والتمثيلية، معتبرة أن النهوض بالممارسة السياسية ضرورة لا مفر منها لتحقيق التنمية والديمقراطية والكرامة الاجتماعية. ودعت إلى إصلاحات مؤسساتية وتشريعية محفزة على الانخراط السياسي المنتظم، مع التأكيد على أهمية إعادة الاعتبار لمنظومة القيم التي تآكلت تحت تأثير العولمة، وتفعيل القوانين الانتخابية بشكل ديمقراطي، بما يتيح فضاءً حراً لتعبير الشباب عن آرائهم دون إقصاء أو تهميش.

كما نبهت الوثيقة إلى أن استمرار نفس القيادات السياسية في مواقعها، وما يرافقه من “شخصنة” التنظيمات الحزبية، قد أنتج حالة من الانقسامات والضعف، وأسهم في نفور الشباب من السياسة. وأضافت أن ظاهرة العزوف الانتخابي تعود لعوامل مركّبة، منها ضعف التوعية السياسية، وغياب ثقة حقيقية في الفعل الانتخابي، إضافة إلى أسباب تنظيمية وتقنية مثل توقيت الانتخابات وتوزيع البطاقات الانتخابية. واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن تمكين الشباب لن يتحقق عبر القوانين فقط، بل بتبني رؤية تشاركية تضع قضاياهم في صلب السياسات العمومية، تماشياً مع التوجيهات الملكية التي نصت على جعل الشباب فاعلاً مركزياً في بناء مستقبل الوطن.

07/08/2025

Related Posts