أعادت المواجهات العنيفة التي عرفها حي “البيتات” بمنطقة يعقوب المنصور في العاصمة الرباط هذا الأسبوع، بين مهاجرين من دول جنوب الصحراء ومواطنين مغاربة، النقاش حول وضعية هذه الفئة بالمغرب، خاصة بعد إصابة أحد الأشخاص بجروح بليغة بواسطة ساطور، ما خلف حالة من التوتر والقلق لدى الساكنة المحلية. هذه الحادثة دفعت عددا من الفاعلين الحقوقيين والمدنيين إلى دق ناقوس الخطر، والدعوة إلى مراجعة شاملة للسياسات المعتمدة في التعامل مع المهاجرين.
عبد الكبير الجعفري، فاعل مدني من الرباط، اعتبر أن المغرب مطالب اليوم بوضع استراتيجية جديدة وأكثر فعالية لمعالجة واقع المهاجرين، خاصة في ظل عودة عدد منهم من أوروبا بسبب صعوبات اقتصادية، واختيارهم تقاسم السكن داخل أحياء حضرية مغربية. ولفت إلى أن الوضع الراهن قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية، داعياً إلى الاستثمار في إدماج هذه الفئة عبر برامج تكوين وإعادة التأهيل، مع تسهيل العودة الطوعية إلى بلدانهم الأصلية، بما يخدم لاحقاً مصالح التنمية الإفريقية.
من جانبها، أوضحت خلود السباعي، أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن التوترات المرتبطة بالمهاجرين من جنوب الصحراء تكشف أبعاداً نفسية واجتماعية معقدة، معتبرة أن المواطن المغربي يعيش بدوره وضعاً هشّاً يدفعه إلى اعتبار المهاجر منافساً له في لقمة العيش. وأشارت إلى أن أي حادثة تتورط فيها هذه الفئة تتحول بسرعة إلى وقود لخطاب عنيف، تغذيه مشاعر الإحباط والاحتقان الاجتماعي، مما يستدعي معالجة معمقة تتجاوز الحلول الأمنية السطحية.
07/08/2025