يعمل فريق من الباحثين المغاربة المتخصصين في علم الجيومورفولوجيا على إعداد “أطلس وطني جيومورفولوجي” يهدف إلى توثيق وإعادة تجميع الخرائط والدراسات العلمية التي أنجزت خلال العقود الماضية بالمملكة. وتعتمد هذه المبادرة الطموحة على جمع وترتيب هذه المواد وتوفيرها كبنك معلومات متكامل، يسهل على الباحثين الجدد والمهتمين الاستفادة منها، والحفاظ على قيمتها العلمية الثمينة التي تعكس تطور الأبحاث المتعلقة بأشكال سطح الأرض وتغيراتها في مختلف مناطق المغرب.
وأعلنت “الجمعية المغربية للجيومورفولوجيا”، بالتنسيق مع شعبة الجيومورفولوجيا والجيوماتيك، عن تحضيرها للنسخة الرابعة والعشرين من الملتقى الوطني للجيومورفولوجيين المغاربة المزمع عقده في دجنبر المقبل، حيث سيتم الكشف عن تفاصيل هذه المبادرة. وأكد عبد الهادي الميموني، المكلف بالتواصل في الجمعية، أن الهدف لا يقتصر على جمع الخرائط المتناثرة بين الكليات والإدارات، بل يتعدى ذلك إلى إعادة الاعتبار لأعمال علمية رائدة تضم خرائط مرسومة يدويًا وأبحاث تاريخية، مما سيمهد لفصل جديد في دراسة مورفولوجيا المغرب، ويرسخ فهمًا أعمق لعلاقة مميزات السطح الجغرافي بأساليب استغلاله من قبل السكان.
تجدر الإشارة إلى أن شعبة الجيومورفولوجيا والجيوماتيك بالمعهد العلمي في جامعة محمد الخامس بالرباط أكدت في ورقة تقديمية أن أجيالًا من الباحثين المغاربة كرّست جهودها منذ منتصف القرن العشرين لتغطية المجال الجغرافي المغربي ببحوث وخرائط متنوعة. ويهدف علم الجيومورفولوجيا، الذي يعنى بدراسة أشكال الأرض وتطورها عبر الزمن، إلى تفسير مظاهر التشكيل الأرضي الحالية، والتنبؤ بتغيراتها، وذلك من أجل حماية البيئة، والحد من المخاطر الطبيعية، وإدارة الموارد بشكل مستدام، بما يساهم في التنمية العلمية والعملية بالمملكة.
08/08/2025