تجدّد في ألنيف بإقليم تنغير، الاحتفال التقليدي بالأعراس الجماعية، ذلك الطقس العريق الذي يحمل أبعادًا اقتصادية واجتماعية وثقافية عميقة، ويعمل على تعزيز اللحمة الاجتماعية بين سكان المنطقة من خلال مواجهة النزعات القبلية والعرقية، والاحتفاء بالموروث الثقافي المشترك، إلى جانب تخفيف الأعباء المالية عن كاهل الأسر في تنظيم حفلات الزفاف. وقد ظلت جمعية بوكافر للتنمية الاجتماعية والثقافية والبيئية، التي تحمل اسم محطة مقاومة وطنية بارزة، تشرف على هذا التقليد منذ نحو عقدين، بالتعاون والتنسيق مع السلطات المحلية.
وفي تصريحات لجريدة كواليس الريف الإلكترونية، أشار يوسف بنعمر، عضو اللجنة المنظمة، إلى أن هذا العام شهد حضورًا يفوق كل التوقعات، خاصة من الزوار القادمين من خارج المنطقة، مما أثّر على القدرة التنظيمية، لكن الدعم الأمني من الدرك والقوات المساعدة كان حيويًا لضمان سير الفعاليات بسلاسة. واحتفل خلال هذه الدورة بـ 20 زوجًا وزوجة، وسط مراسيم استمرت ثلاثة أيام، تضمنت ليلة “أحيدوس” التي استقطبت فرقًا فنية من مختلف مناطق المنطقة، إلى جانب سهرة فكرية اختتمت الاحتفالات.
يبدأ العرس الجماعي بطقس “أسوغس” الذي تشارك فيه العرائس القادمات من قرى مختلفة، في مهرجان يزخر بالطقوس والفعاليات الثقافية، ومنها نقل العرائس إلى ساحة “الخيمة” حيث يخضع “الوزراء” لامتحانات تقليدية أمام لجنة مختصة، وتلي ذلك مراسم حناء العرسان التي يحضرها الأهل، ويختتم اليوم الأول بعروض فنية من فن “أحيدوس”. أما اليوم الثالث والأخير، “أسوفخ”، فيشهد كشف وجوه العرائس أمام الحضور. ويؤكد بنعمر أن الهدف من هذه الأعراس الجماعية هو الحفاظ على التراث اللامادي للمنطقة وتعزيز التضامن الاجتماعي، حيث تتساوى جميع الأطراف في المشاركة والاحتفال، متخطين الفوارق الاجتماعية، كما تساهم هذه المناسبة في تنشيط السياحة المحلية وخلق فرص اقتصادية تعود بالنفع على ساكنة ألنيف طوال أيام الاحتفال.