طمأن خبراء الصحة المغاربة الرأي العام بشأن الجدل العالمي المثار حول التدابير التي اتخذتها السلطات الصينية بجنوب البلاد لمواجهة فيروس “شيكونغونيا”، والتي تشبه إلى حد ما إجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا. وأكدوا أن المغرب يوجد في منطقة آمنة من حيث انتشار هذا الفيروس الذي يتركز في البيئات الاستوائية الرطبة، خاصة جنوب الصحراء، مبرزين أنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة داخل المملكة حتى الآن.
وأوضح سعيد عفيف، الخبير الصحي، أن المعطيات المتوفرة تؤكد خلو المغرب من هذا الفيروس، مشيرًا إلى أن انتشاره يرتبط أساسًا بمناطق جنوب الصحراء وبعض الدول الآسيوية والأوروبية التي تتوفر على ظروف مناخية مناسبة لانتقال العدوى عبر “بعوضة النمر”. وأضاف أن أعراض المرض تشمل الحمى وآلام المفاصل وانحناء الجسم، مؤكداً غياب علاج محدد له، باستثناء العلاجات الداعمة التي تركز على تخفيف الحمى والألم، مشددًا على أن مكافحة تكاثر البعوض والوقاية البيئية تبقى من أهم سبل الحماية، إلى جانب توفر لقاحات في بعض الدول.
من جانبه، أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المغرب غير معني بالإجراءات المشددة التي اعتمدتها الصين، وأن الوضع الوبائي في المملكة لا يدعو إلى القلق. وأوضح أن حملات التلقيح السابقة ضد كوفيد-19 ساهمت في تعزيز مناعة المواطنين، باستثناء بعض الفئات الهشة مثل المسنين والنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة، داعياً هؤلاء إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وأضاف أن فيروس “شيكونغونيا” ينتقل عبر البعوض وينشط في أجواء حارة ورطبة، وهي ظروف عززتها التغيرات المناخية، لكنه ليس فيروسًا قاتلًا، وإن كان يتطلب يقظة ورصداً مبكراً للحالات المحتملة.
08/08/2025