تعيش منطقة المغرب الكبير عقودًا من الجمود في مشروع الوحدة المغاربية، حيث تلعب الجزائر دورًا محوريًا في عرقلة هذا المسار، متخذة موقفًا عدائيًا بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي تحت قيادة الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي تبنّى سياسة ممنهجة لتقويض حلم التكامل عبر دعم جبهة البوليساريو وإقامة كيان انفصالي يهدد استقرار ووحدة المنطقة. هذا النهج، الذي ينبع من إيديولوجيا ثورية تستهدف الهيمنة الإقليمية على حساب مصالح شعوب المغرب الكبير، تجاوز المصالح الوطنية ليصبح حجر عثرة أمام بناء جسور التعاون والتكامل.
ورغم الروابط التاريخية والإنسانية العميقة التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري، بما في ذلك الدعم المغربي النبيل لحركة التحرير الجزائرية، فإن النظام الجزائري اختار تجاهل هذه الأواصر وتنكّر لمواقف المغرب الأخوية، وأقدم على ارتكاب مآسي إنسانية مثل الطرد الجماعي لآلاف المغاربة في عيد الأضحى 1975، مما ترك جرحًا عميقًا في ذاكرة العلاقات بين البلدين. هذا السلوك العدائي تحوّل إلى أداة سياسية داخلية، تُوظف لتبرير الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، بينما يقود سياسة خارجية قائمة على التصادم والتعطيل، أضعفت مكانة المغرب الكبير في المحافل الإقليمية والدولية.
في المقابل، يؤكد المغرب تمسكه بروح الأخوة والتعاون، داعيًا الجزائر إلى تجاوز منطق العداء والتعنت، وفتح صفحة جديدة تستند إلى الوحدة والتكامل، باعتبارهما السبيل لضمان الأمن والتنمية والاستقرار في المنطقة التي تواجه تحديات جيوسياسية واقتصادية متزايدة. ومن خلال مبادرات مستمرة ودعوات صادقة للحوار، يسعى المغرب إلى بناء مستقبل مغاربي مشترك يعزز التضامن والتفاهم ويضمن مزيدًا من الازدهار لشعوب المغرب الكبير.
09/08/2025