كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مبادرة لوقف الحرب في أوكرانيا، ترتكز على انسحاب القوات الأوكرانية من كامل إقليم دونيتسك ومنح موسكو السيطرة على دونيتسك ولوغانسك وشبه جزيرة القرم، مع السعي لانتزاع اعتراف دولي بسيادتها على هذه المناطق. الخطة، التي طرحها بوتين على المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف في موسكو، تقوم على مرحلتين: الأولى تشمل انسحاب كييف من دونيتسك وتجميد خطوط القتال، والثانية تفتح المجال لمفاوضات بشأن “تبادل أراضٍ” في زاباروجيا وخيرسون، دون وضوح بشأن ما إذا كانت أوكرانيا ستحصل على أراضٍ بديلة أو ضمانات أمنية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن لقاء مرتقب مع بوتين في ألاسكا منتصف غشت الجاري لبحث المقترح، واصفًا إياه بـ”الخطوة الجديرة بالاهتمام”، مع ترك الباب مفتوحًا أمام ترتيبات إقليمية محتملة بين موسكو وكييف. في المقابل، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أي تنازل عن الأراضي، مؤكّدًا أن “الأوكرانيين لن يفرّطوا في أرضهم للمحتل”، وأن أي اتفاق يجري دون مشاركة أوكرانيا يُعد “ضد السلام”، مشددًا على أن بلاده لن تنظر إلا في مبادرات تضمن انسحابًا كاملاً للقوات الروسية مع ضمانات أمنية قوية.
التحفظات لم تقتصر على كييف، إذ أبدت عواصم أوروبية كبرى قلقها من أن تكون المبادرة الروسية مناورة لتخفيف الضغط الاقتصادي وتجنب عقوبات أمريكية جديدة، خاصة بعد فرض واشنطن رسوماً جمركية بنسبة 50% على واردات النفط من الهند، أحد أكبر مشتري الخام الروسي. وجاءت هذه التطورات وسط تصعيد عسكري روسي كثيف استهدف البنية التحتية الأوكرانية ومناطق مدنية قرب كييف، مع خطط لإجلاء سكان من 19 قرية بشرق دونيتسك. وفي أجواء التوتر، أجرى بوتين اتصالات مع قادة الصين والهند ودول أخرى، قبل أن يدعو ترامب لزيارة موسكو عقب قمة ألاسكا، التي ستكون أول لقاء مباشر بين الجانبين منذ قمة مجموعة العشرين في اليابان عام 2019.
09/08/2025