كشفت وكالة “بلومبرغ” عن تحرك تحالف من رجال الأعمال والمسؤولين الأمريكيين المقربين من الرئيس السابق دونالد ترامب، يهدف إلى تحويل جزيرة غرينلاند إلى مركز حيوي لإنتاج المعادن النادرة، في خطوة تهدف لتقليص اعتماد الولايات المتحدة على الصين في هذا المجال الاستراتيجي. ويقود هذه الجهود درو هورن، الضابط السابق في القوات الخاصة والمساعد الرئاسي خلال ولاية ترامب الأولى، والذي يشغل حالياً منصب المدير التنفيذي لشركة “غرين مِت” المتخصصة في ربط القطاع الخاص بالحكومة في مجال الموارد الطبيعية. وترتكز الشركة على تطوير مشروع “تانبريز” في جنوب غرينلاند، الذي يُعتبر من أكبر مكامن المعادن الأرضية النادرة خارج الصين، بالتعاون مع شركة “كريتيكل ميتالز”.
جاءت هذه المبادرة في ظل تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، خاصة بعد فرض الصين قيوداً على تصدير بعض المعادن الحيوية المستخدمة في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية. ومن أجل تأمين سلسلة توريد مستقلة وموثوقة، تسعى الولايات المتحدة إلى تطوير قدراتها المحلية بدءاً من الاستخراج وحتى التصنيع. وشملت الخطط الحكومية استثمارات ضخمة في البنية التحتية لغرينلاند، من موانئ وشبكات طاقة إلى مراكز بيانات، لدعم عمليات الاستخراج والنقل المستقبلية. كما أبدى البنك الأمريكي للتصدير والاستيراد اهتماماً بتوفير تمويل بقيمة 120 مليون دولار، يمثل نصف التكلفة التقديرية للمشروع.
مع ذلك، يواجه المشروع عقبات عديدة من بينها تعقيدات جيولوجية ونقص البنية التحتية، فضلاً عن تحفظات سياسية وشعبية في غرينلاند التي تشدد على احترام سيادتها وعدم السماح بالهيمنة الأجنبية على مواردها الطبيعية. ويُعد “تانبريز” محوراً أساسياً في استراتيجية إدارة ترامب لضمان الأمن الاقتصادي القومي، حيث يلعب الوسطاء مثل هورن دوراً بارزاً في تسويق المشروع بين المستثمرين وصناع القرار المحليين. ورغم الدعم الأولي، يبقى مستقبل المشروع مرتبطاً بعدة عوامل متغيرة، أبرزها المستجدات السياسية في واشنطن، وتقلبات الأسواق، والمواقف الرسمية في غرينلاند والدنمارك، حسب ما أكدت وكالة “بلومبرغ”.
09/08/2025