في موعد تنموي يكرّس عمق الانتماء ويستحضر نبض الوطن في وجدان أبنائه، تستعد وزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، ما بين 11 و15 غشت الجاري، لإطلاق فعاليات “أسبوع الاستثمار الخاص بمغاربة العالم”، الذي ستحتضنه المراكز الجهوية للاستثمار في الجهات الاثنتي عشرة للمملكة، في مبادرة تُعيد وصل الحاضر بجذوره وتفتح أفق المستقبل أمام طاقات الأمة الموزعة عبر القارات.
هذه الخطوة ليست مجرّد نشاط ظرفي، بل هي تجسيد عملي للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يؤكد، في خطبه ورسائله، على أن الجالية المغربية بالخارج ليست مجرد امتداد بشري، بل رأسمال وطني استراتيجي، يمتلك من الكفاءات والخبرات والقدرة على الاستثمار ما يجعل منه شريكًا فاعلًا في صياغة مستقبل البلاد.
ووفق بلاغ الوزارة، فإن هذه التظاهرة ستكون منصة للتعريف بما يتيحه الميثاق الجديد للاستثمار من حوافز وآليات مرنة، تهدف إلى تعزيز جاذبية المجالات الترابية، وتبسيط الإجراءات، وتشجيع المبادرات الإنتاجية، مع إيلاء اهتمام خاص لمغاربة المهجر باعتبارهم جسورًا حية لربط الاقتصاد الوطني بالأسواق العالمية.
ويتزامن هذا الأسبوع مع عملية مرحبا 2025، في إطار رؤية شمولية تسعى لجعل موسم عودة الجالية إلى أرض الوطن أكثر من مجرد مناسبة اجتماعية، بل محطة اقتصادية واستثمارية تعكس روح الارتباط المتجدد بين المواطن المغربي ووطنه الأم.
وسيكون البرنامج حافلًا بـ جلسات حوارية تفاعلية، وعروض تفصيلية تكشف الإمكانات الاستثمارية التي تزخر بها مختلف الأقاليم، إلى جانب عرض بنوك المشاريع على مستوى كل جهة، وفتح فضاءات للقاء المباشر بين الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين المحتملين، بما يتيح الإجابة عن التساؤلات وبناء شراكات عملية.
وزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، من خلال هذه المبادرة، تؤكد تعبئتها الشاملة لجعل مغاربة العالم شركاء حقيقيين في صياغة مشاريع تنموية ذات أثر مستدام، مع السعي لخلق قيمة مضافة في كل ربوع المملكة، انسجامًا مع الرؤية الملكية الرامية إلى جعل الاستثمار قاطرة للتنمية الشاملة.
وتبقى المراكز الجهوية للاستثمار أبوابها مشرعة طيلة العام، لاستقبال المستثمرين وتوفير المعلومات والمواكبة التقنية، بما يحوّل الأفكار إلى مشاريع واقعية، ويجعل من الانتماء العاطفي للوطن انخراطًا اقتصاديًا ومجتمعيًا فعّالًا.
09/08/2025