مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، يتصاعد في الأقاليم الصحراوية النقاش حول الحاجة الملحّة لتجديد النخب السياسية التي احتكرت المشهد لسنوات طويلة دون تحقيق تحول ملموس في حياة المواطنين أو دفع عجلة التنمية المحلية. ورغم الموارد الكبيرة التي تُخصص سنوياً، ما زالت مؤشرات التشغيل والبنية التحتية والعدالة المجالية بعيدة عن تطلعات الساكنة.
هذا الواقع دفع أصواتاً متزايدة للمطالبة بإفساح المجال أمام كفاءات شابة مؤهلة، تمتلك رؤية إصلاحية وروح المبادرة، وتدرك خصوصيات المنطقة وتحدياتها في ظل التحولات الوطنية والدولية المتسارعة. فالشباب الصحراوي لا يمثل مجرد كتلة انتخابية، بل طاقة فكرية وعملية قادرة على تجديد أساليب تدبير الشأن العام وتجاوز الممارسات التقليدية التي أثبتت محدوديتها.
ويرى مراقبون أن المسؤولية في هذا التغيير تقع بالدرجة الأولى على الأحزاب السياسية، التي يتعين عليها التخلي عن منطق الولاءات الضيقة وتجديد لوائح مرشحيها على أساس الكفاءة والنزاهة، فيما يُنتظر من الناخبين ممارسة دورهم بوعي عبر التصويت لمن يملك مشروعاً واضحاً ورؤية تنموية حقيقية. فالمرحلة القادمة قد تشكل لحظة حاسمة إما للقطع مع الجمود السياسي أو الاستمرار في دوامة التكرار.
10/08/2025