kawalisrif@hotmail.com

الفن والثقافة جسور للتقارب المغاربي في مواجهة خطاب الكراهية

الفن والثقافة جسور للتقارب المغاربي في مواجهة خطاب الكراهية

يشهد الفضاء المغاربي في الآونة الأخيرة بروز دعوات تمييزية على بعض منصات التواصل الاجتماعي، تستهدف فنانين من المغرب والجزائر في مجالات الموسيقى والكوميديا. وفي مواجهة هذا المد، يؤكد مثقفون وفاعلون سياسيون على ضرورة استثمار الحضور الفني والثقافي لتعزيز التقارب بين شعوب المنطقة، معتبرين أن الإبداع الواعي قادر على إذابة الجليد، وتغيير السرديات السائدة، وفتح نوافذ جديدة للفهم المتبادل، بدل ترسيخ الانقسام وتعميق الخلافات.

الكاتب والصحافي عبد الرحيم التوراني شدّد على أن الروابط التاريخية والهوية المشتركة بين المغرب والجزائر تتجاوز كل حدود الجغرافيا، وأن الفن يمكن أن يكون أداة فعّالة لتقريب المواقف السياسية المتباعدة، إذا ما تم توظيفه لتحدي الخطابات الجامدة وإبراز البعد الإنساني للنزاعات. من جانبه، أشار محمد العوني، رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير، إلى أن تكثيف التبادل الثقافي والفني بين شعوب المنطقة يشكل ضغطا إيجابيا على الأنظمة من أجل إيجاد حلول للأزمات، لافتا إلى أن هناك فعاليات كثيرة تحرص على مقاومة حملات التحريض، والحفاظ على لحمة الشعوب المغاربية رغم التوترات السياسية.

وفي السياق ذاته، اعتبر الكاتب والمترجم أحمد المرزوقي أن استمرار خطاب التفرقة بين المغرب والجزائر “عار” يخدم مصالح المستعمرين السابقين، مشددا على أن الشعوب المغاربية متحدة في جوهرها، وأن ما تحتاجه هو قيادة رشيدة توقف تأجيج الخلافات. وتأتي هذه الدعوات متناغمة مع خطاب ملك المغرب الأخير الذي أكد فيه تمسكه باليد الممدودة نحو الجزائر، ومع مبادرات مدنية ودولية تسعى لإحياء المشروع المغاربي المشترك، في وقت يرى فيه القائمون عليها أن الاتحاد المغاربي لا يزال إطارا ممكنا لمعالجة الخلافات وحماية المنطقة من صراعات لا طائل منها.

10/08/2025

Related Posts