في إطار تعزيز التواصل مع الرأي العام المحلي، أوضح مصدر من جماعة الحسيمة أن ساحة إفريقيا، الواقعة بالقرب من مسجد غينيا، أُحدثت خلال السنوات الأولى من ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين لم تعرف أي إصلاحات تُذكر، إلى أن تحولت إلى مجرد مدار طرقي محاط بموقف عشوائي للسيارات وملجأ للمشردين. كما أن جذور الأشجار الموجودة بالمدار ساهمت بشكل كبير في تدهور مكونات المرفق وظهور تشققات خطيرة تهدد أمن وسلامة المارة، مما جعلها لا ترقى إلى مستوى فضاء عمومي يستجيب لتطلعات ساكنة الحسيمة وزوارها.
واستجابةً لطلبات الساكنة وعدد من الفعاليات المحلية، عمل المجلس الجماعي على إيلاء الاهتمام اللازم لهذا الفضاء، بهدف تأهيله وفق المعايير الحضرية المطلوبة، بما ينسجم مع انتظارات المواطنين. وبالتنسيق مع السلطات المحلية، تم إعداد صفقة وفق القوانين الجاري بها العمل، وانطلقت أشغال التهيئة، التي لم تكتمل بعد.
وتشمل الأشغال بناء نافورة عصرية تقدم عروضًا مائية ممزوجة بالألوان، مع اعتماد مواد محلية أصيلة من الصناعة التقليدية الوطنية، مثل الزليج البلدي وحجارة تازة، وإحاطتها بدائرة من الورود المتنوعة، حفاظًا على المكونات الأصلية للمرفق. كما تتضمن الأشغال غرس أشجار ذات جودة عالية، وإعادة عدد من النخلات إلى الأرصفة، وتركيب كراسي لراحة الساكنة والزوار.
أما الطرق المحيطة بالساحة، فسيتم تكسيتها بأحجار عالية الجودة بدلًا من الإسفلت، مع جعلها تستوعب مرور سيارتين ومنع التوقف بها نهائيًا، إضافةً إلى حذف جزء من الطريق المزدوج في اتجاه شارع عبد الكريم الخطابي، والذي كان في غير محله ويتنافى مع قانون السير، وضم مساحته إلى ساحة المسجد. كما ستُنشأ في هذه المساحة مزهريات محاطة بحائط مزين بالزليج البلدي، وإضاءة ليلية منسجمة مع الهندسة المعمارية للمسجد، مع معالجة مشكلة تصريف مياه الأمطار التي كانت تشكل خطرًا على المارة.
ويؤكد المجلس الجماعي أنه بعد استكمال هذه الأشغال، سيرتقي هذا الفضاء العمومي إلى المستوى المنشود، وسيساهم في تحسين المشهد الحضري للمدينة، بما يتوافق مع الذوق العام لساكنة الحسيمة وزوارها. كما ستعرف المدينة إنجاز المزيد من المشاريع المهيكلة، خاصة ما يتعلق بتسهيل حركة المرور، وربط مختلف أحيائها، وإحداث مواقف جديدة للسيارات، إلى جانب تجهيز ملاعب لفائدة الشباب..
