نفذت القوات النيجيرية عملية عسكرية واسعة النطاق، أسفرت عن مقتل ما يزيد عن مئة عنصر من العصابات المسلحة المعروفة محلياً بـ”قطاع الطرق”، في هجوم جوي وبري منسق جرى فجر الأحد بولاية زمفرة شمال غرب البلاد. وجاءت هذه الضربة النوعية، التي استهدفت تجمعاً يضم أكثر من 400 مسلح داخل معسكرهم في غابة ماكاكاري بمنطقة بوكويوم، رداً على سلسلة من الهجمات وعمليات الخطف التي شهدتها الولاية خلال الشهر الماضي.
وتعيث هذه المجموعات المسلحة فساداً منذ سنوات في شمال غرب ووسط نيجيريا، حيث تهاجم القرى، وتختطف السكان طلباً للفدية، وتحرق المنازل بعد نهبها. وأفاد التقرير الأممي بأن العصابات كانت تخطط لمهاجمة قرية زراعية جديدة، قبل أن تنصب القوات الجوية والبرية كميناً محكماً أسفر عن القضاء على أعداد كبيرة منهم. وشهدت قرية أبادكا يوم الجمعة الماضي هجوماً دامياً أودى بحياة 13 من عناصر الأمن وخطف عدد من السكان.
وترجع جذور أزمة “قطاع الطرق” إلى صراعات قديمة حول الأراضي وموارد المياه بين المزارعين ومربي الماشية، لكنها تطورت إلى جريمة منظمة تتغذى على غياب الدولة في المناطق النائية. ورغم انتشار الجيش منذ 2015 وتشكيل ميليشيات محلية، لم تتوقف دوامة العنف، بل توسع نشاط العصابات إلى مناطق وسط البلاد، مع تزايد تعاونها مع جماعات جهادية تقاتل في شمال شرق نيجيريا منذ أكثر من 16 عاماً.
11/08/2025