مع اقتراب الذكرى الثانية لزلزال الأطلس الكبير، تتواصل جهود إعادة الإعمار في مختلف المناطق المنكوبة، حيث يتم منح تراخيص السكن للأسر التي اكتملت منازلها في جهتي سوس ماسة ومراكش آسفي، فيما تتواصل الأشغال في منازل أخرى ما زالت قيد البناء. هذه العملية تتم تحت إشراف مباشر من السلطات المحلية والمجالس الجماعية، بعد استيفاء جميع المعايير التقنية للمباني، التي تصل مساحة بعضها إلى 70 متراً مربعاً. وفي جماعة تنزرت بإقليم تارودانت، أشار رئيس المجلس الحسين بو الرحيم إلى توزيع 83 رخصة سكن من أصل 120 حالة متضررة، مع استمرار إنجاز باقي المشاريع خلال الأسابيع المقبلة.
الوضع ذاته يتكرر في جماعة أوناين، حيث أفاد رئيسها رضوان المغراني بمنح 787 رخصة بناء، بعد الانتهاء من تشييد 70% من المنازل، فيما تبقى 30% إما في طور الإنجاز أو بانتظار انطلاقتها. وقد تم أيضاً تعويض سكان الخيام بمساكن مؤقتة، خاصة في الدواوير غير الصالحة للبناء، ريثما يتم إيجاد حلول نهائية. أما في إقليم الحوز، فقد أكد عبد الكريم أيت مبارك، رئيس جماعة أغبار، استفادة حوالي 950 أسرة من الدعم الخاص بالترميم، مع تقدم الأشغال بنسبة 70%، في حين لم تبدأ 16 حالة بعد في عملية البناء. وفي جماعة أغواطيم، أوضح الرئيس إبراهيم كوشك أن غالبية المتضررين استفادوا من الدعم، غير أن بعضهم لم يباشر البناء بسبب قلة اليد العاملة.
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، تظل الأرقام الرسمية محل جدل، إذ أشارت معطيات اللجنة البين-وزارية إلى اكتمال أشغال 46,650 مسكناً وتقليص عدد الخيام إلى 47 فقط، وهي أرقام شككت فيها جمعيات محلية ونشطاء، مشيرين إلى فجوة بين البيانات الحكومية والواقع الميداني. وقد دفع هذا الجدل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب إلى المطالبة، مطلع العام الجاري، بتشكيل مهمة استطلاعية مؤقتة للوقوف على تفاصيل عملية إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة.
11/08/2025