الدار البيضاء على مفترق طرق مع اقتراب التصويت على الميزانية الأخيرة لهذه الولاية

تعيش جماعة الدار البيضاء حالة من التوتر والاستنفار قبيل الدورة العادية المزمع عقدها في أكتوبر القادم، والتي ستشهد التصويت على مشروع ميزانية الولاية الانتدابية الأخيرة. هذه المرحلة الاستثنائية تأتي في ظل أجواء سياسية معقدة تحكمها تحالفات هشة داخل المجلس الجماعي، حيث تتصاعد التوترات بين مكونات المجلس في ظل منافسات انتخابية محتدمة وضغوط مستمرة من رؤساء المقاطعات الساعين لتأمين تمويل مشاريع تنموية تعزز من حضورهم السياسي قبل الاستحقاقات المقبلة.

ويبرز ضمن المشهد السياسي المحلي تدخل بعض البرلمانيين الذين يتقلدون أيضا رئاسة مقاطعات في المدينة، ما يمنحهم أدوات تفاوضية إضافية تسعى إلى تمرير مشاريع تخدم دوائرهم الانتخابية. ويشير محللون إلى أن دورة الميزانية المقبلة قد تشكل فرصة لإطلاق مشاريع تنموية مهمة تساهم في تحسين حياة الساكنة، لكنها قد تتحول في الوقت ذاته إلى ساحة صراعات سياسية تعيق الاستقرار الإداري، خاصة مع تعقيد المشهد الداخلي للمجلس قبل نهاية الولاية.

وأكد الفاعل السياسي المهدي ليمينة في حديثه لكواليس الريف أن ميزانية الدار البيضاء القادمة يجب أن تعكس حجم الاحتياجات البنيوية للعاصمة الاقتصادية، مع التركيز على تطوير البنية التحتية والخدمات استعداداً للمناسبات الرياضية الكبرى التي ستحتضنها المملكة. وشدد على أهمية توزيع الموارد بشكل عادل وشفاف بعيداً عن المصالح الانتخابية، محذراً من استغلال بعض المسؤولين لهذه الموارد لخدمة أجندات انتخابية على حساب مصلحة الساكنة، داعياً إلى جعل هذه المرحلة الأخيرة مناسبة لترسيخ الثقة بين المواطن والمؤسسات المنتخبة وتعزيز الحكامة في تدبير الشأن المحلي.