اليابان تتمسك بثوابت “تيكاد” أمام مناورة جزائرية قبيل قمة يوكوهاما

استقبل نائب وزير الخارجية الياباني هيساشي ماتسوموتو، هذا الأسبوع، السفير الجزائري الجديد في طوكيو توفيق ميلات، في لقاء خُصص لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي، استنادا إلى مخرجات اللجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة في ماي الماضي، مع التشديد على أهمية تبادل الزيارات رفيعة المستوى. ويأتي هذا اللقاء قبل أيام قليلة من انعقاد قمة “تيكاد 9” بمدينة يوكوهاما بين 20 و22 غشت، في وقت تشهد فيه الساحة الدبلوماسية تحركات مكثفة تتقاطع مع ملفات سياسية إقليمية حساسة.

القمة، التي تأسست لتعزيز التنمية والشراكات الاقتصادية بين اليابان وإفريقيا منذ 1993، تواجه مجددا اختبارا سياسيا غير معلن، وسط مؤشرات على مسعى جزائري لفرض مشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية، في تعارض صريح مع الموقف الياباني الثابت الرافض لأي اعتراف أو دعوة لجهات غير معترف بها أمميا. هذا الموقف أكدته طوكيو مرارا في قمم سابقة، حين تعاملت بحزم مع محاولات مشابهة، متمسكة بهوية “تيكاد” كمنصة تنموية خالصة بعيدة عن النزاعات السياسية، في ظل التحديات التنموية والأمنية التي تواجه القارة.

ويرى مراقبون أن الجزائر تحاول توظيف مسار التعاون الاقتصادي مع اليابان لتهيئة بيئة سياسية أكثر تقبلا لأطروحاتها في ملف الصحراء، بينما تتمسك طوكيو بفصل المسارات السياسية عن أجندة المؤتمر. ويأتي تعيين السفير الجديد قبيل القمة كخطوة استباقية تهدف لخلق واقع دبلوماسي يخدم مسعى إدخال ممثل البوليساريو، في وقت يتزايد فيه الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، وتتوسع شبكة القنصليات الأجنبية في الأقاليم الجنوبية، ما يعكس تحولات في ميزان القوى الدبلوماسي لصالح المغرب على الساحة الإفريقية والدولية.