kawalisrif@hotmail.com

باحثون يحذرون من “سياحة المحتوى” التي تهدد زواحف المغرب النادرة

باحثون يحذرون من “سياحة المحتوى” التي تهدد زواحف المغرب النادرة

دقّ باحثون في علم الزواحف ناقوس الخطر بشأن أنشطة سياح أجانب، بينهم إسبان، يقومون منذ ثلاث سنوات بجمع أنواع مهددة بالانقراض وأخرى مستوطنة في المثلث الممتد بين سيدي إفني وأسا والعيون، والتعامل الحر مع أفاعٍ سامة مثل الكوبرا والقرناء والهيشة أمام الكاميرات. ووفق ما وثقوه، يُعاد إطلاق هذه الكائنات بشكل عشوائي خارج موائلها الأصلية، في ممارسات تسبب إجهادًا للحيوانات، وخلطًا وراثيًا، ونقل طفيليات وأمراض، مع احتمالات تهديد السلامة العامة، فضلًا عن الإخلال بالتوازن البيئي.

البيان الذي تبناه أساتذة وباحثون مغاربة وأجانب شدد على أن هذه الممارسات تُعد خرقًا للقوانين الوطنية، لاسيما القانون 29.25 المتعلق بحماية النباتات والحيوانات البرية، داعيًا إلى ردعها لحماية الموروث الطبيعي للمملكة. وأشار إلى أن مثل هذه الأفعال يعاقب عليها في الدول الأوروبية نفسها، وأن استمرارها يسيء إلى سمعة المغرب البيئية والتزاماته الدولية، خصوصًا حين تُحتجز الزواحف في ظروف مهينة قبل إطلاقها بشكل اعتباطي، مما يفسد التوازن البيئي الهش. كما دعا إلى مراقبة ميدانية معززة في مناطق النشاط المعروفة، وتشجيع الشراكات بين الباحثين والسلطات لرصد الانتهاكات وتبادل الأدلة.

عبد الله بوعزة، أستاذ باحث بجامعة ابن زهر بأكادير، أوضح أن رصد هذه التجاوزات جرى بالتنسيق مع خبراء من إسبانيا، مؤكدًا أن نشاط هؤلاء السياح اتخذ طابعًا شبه دوري، في غياب أي التزام بالإجراءات القانونية من تأمين خاص أو تصاريح رسمية. وشدد على أن الزواحف ليست أدوات لصنع محتوى رقمي، بل جزء أصيل من الهوية البيئية للمغرب، محذرًا من التنسيق الجماعي بين هؤلاء السياح، ومطالبًا بحملات توعية في نقاط العبور، وإلزام أي نشاط ميداني باستشارة علمية وتقنية من المؤسسات البحثية الوطنية لضمان احترام المعايير الدولية.

12/08/2025

Related Posts