من داخل سجنه بالحراش في الجزائر، بعث الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال برسالة مؤثرة إلى الشعب الجزائري، دعا فيها إلى الصمود في وجه ديكتاتورية النظام الحاكم، مؤكداً أن جريمته الوحيدة هي إيمانه بأن الكلمة قادرة على إنقاذ الوطن من الفساد والعنف. وأوضح أنه لا يطلب حريته كمنّة، بل باسم العدالة، محذراً من أن الاستسلام أمام نظام يفلت من المحاسبة اليوم، سيؤدي إلى مزيد من الانتهاكات مستقبلاً. كما توجه إلى فرنسا، التي اعتبرها وطنه الثاني، مطالباً إياها بعدم التضحية بقيم حقوق الإنسان لصالح المصالح الاقتصادية أو التحالفات الظرفية.
وفي رسالته التي تداولها نشطاء، وصف صنصال ظروف اعتقاله في زنزانة تندر فيها أشعة الشمس والهواء النقي، مؤكداً أن السجن في الجزائر أصبح أداة عادية من أدوات الحكم، يُستخدم لإسكات الصحفيين والنشطاء والكتاب، وأحياناً حتى أشخاص لم يعبروا عن أي رأي، بهدف ترهيب الآخرين. وأضاف أن ذنبه الوحيد هو إيمانه بأن الجزائر ليست مجرد رموز وطنية، بل شعب يستحق الكرامة والعدالة، رافضاً استمرار الفساد والعنف في التحكم بالمشهد العام. ورغم معاناته الصحية، شدد على أن صوته ليس ملكاً للنظام، وأنه سيبقى يفضح ما وصفه بـ”واجهة الاحترام المزيفة” للسلطة.
ويعود اعتقال صنصال إلى نونبر الماضي، حين تم توقيفه بمطار الجزائر العاصمة بسبب تصريحات إعلامية اعتُبرت “مسيئة” ومخلة بـ”وحدة وأمن واستقرار الوطن”، وفق القانون الجزائري. وفي مارس المنصرم، حكمت عليه محكمة جزائرية بالسجن خمس سنوات وغرامة مالية، بعدما طالب الادعاء بعشر سنوات، ما أثار موجة تنديد دولية واسعة. وقد دعا العديد من الكتّاب والمثقفين ورؤساء الدول، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الإفراج عنه، خاصة في ظل وضعه الصحي الحرج، بينما يصر هو على مواصلة الكتابة من خلف القضبان باعتبارها الحرية الوحيدة التي لا يمكن للنظام مصادرتها.
12/08/2025