احتجاجات متواصلة في أزيلال للمطالبة بفك العزلة وتوفير الخدمات

يعيش إقليم أزيلال على وقع احتجاجات شبه يومية يقودها السكان في عدد من الدواوير، في مسعى لإسماع أصواتهم والمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وفك العزلة عن المناطق النائية، وضمان الخدمات الأساسية التي يعتبرونها ضرورية ولا تحتمل التأجيل. وفي هذا الإطار، خرج سكان دوار إفران بجماعة أكودي نلخير في مسيرة احتجاجية رفعوا خلالها شعارات تندد بما وصفوه بالتهميش والإقصاء التنموي، مؤكدين أن منطقتهم تعاني من غياب أبسط مقومات العدالة المجالية.

المحتجون دعوا المسؤولين إلى القيام بزيارة ميدانية للوقوف على حجم معاناتهم، محددين أولوياتهم في إصلاح الطرق والمسالك لفك العزلة، وتوفير طاقم طبي دائم بالمستوصف المحلي بدل الزيارات النادرة، إضافة إلى مراجعة شروط ورخص البناء التي يعتبرونها معرقلة. كما شددوا على ضرورة تأمين مياه الري والماء الصالح للشرب بشكل مستدام، وربط المنطقة بشبكات الهاتف والإنترنت لإنهاء ما يصفونه بالعزلة الرقمية. ويواجه السكان تهديداً مباشراً لموردهم الزراعي الأساسي، المتمثل في نحو 60 ألف شجرة زيتون مهددة بالجفاف، ما يجعل توفير مياه الري أولوية قصوى لضمان استمرار النشاط الفلاحي وتأمين سبل العيش الكريم.

وفي السياق ذاته، نظم العشرات من سكان دوار أكنان بجماعة أيت آمحمد مسيرة نحو مقر عمالة الإقليم، مطالبين بإصلاح وتوسيع الطريق المؤدية إلى قريتهم وتزويدهم بالماء الشروب عبر تجهيز بئر قائم. وأوضح المحتجون أن الطريق المتهالكة تزيد من معاناتهم اليومية وتشل الحركة الاقتصادية، خصوصاً في فصل الشتاء حيث تتضاعف العزلة بفعل الأمطار والثلوج. كما أشاروا إلى أن تجهيز البئر المتوفر سيمثل حلاً عاجلاً لأزمة المياه، داعين إلى إدراج مشروع الطريق ضمن أولويات ميزانية الإقليم لما له من أثر مباشر في ربط الدوار بالجماعات المجاورة وتنشيط الحركة الاقتصادية. وأفادت مصادر محلية لـ”كواليس الريف” أن لقاءً أولياً جمع ممثلين عن السكان بمسؤولي العمالة، تم خلاله الاتفاق على إيفاد لجنة تقنية هذا الأسبوع لمعاينة البئر وتحديد التجهيزات اللازمة لتشغيله، فيما أُجّل مشروع إصلاح الطريق إلى وقت لاحق وفق الإمكانيات المالية المتاحة.