تتزايد الاحتجاجات في عدة مناطق مغربية، حيث خرج سكان “تاكونيت” بإقليم زاكورة، إلى الشارع للمرة الثانية منذ بداية الصيف، مع استمرار معاناتهم من نقص حاد في المياه. وتعاني جماعتي “اكتاوة” و”ترناتة” المجاورتان من نفس المشكلة، وسط غموض حول أسباب الانقطاع المتكرر للمياه، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان السبب يعود لنقص طبيعي في الفرشة المائية أو لأخطاء في التدبير. وفي ظروف حرارة مرتفعة، سجل سكان “القصر الجديد” بانقطاع المياه لمدة ثلاثة أيام متواصلة، مما دفع المحتجين إلى قطع الطريق الوطنية رقم 9، مطالبين بتوفير مياه صالحة للشرب وتسريع ربط مناطقهم بمشروع الماء الشروب بأكدز.
من جانبه، أوضح الخبير في المجال المائي والبيئي مصطفى بنرامل أن استمرار أزمة العطش في هذه المناطق يعود أساسا إلى ضعف شبكة الربط بالمياه وعدم وجود خطط استباقية فعالة لمواجهة هذه الأزمات التي تتكرر صيفا كل عام. وأضاف أن المناطق المعنية، مثل سيدي قاسم والشاوية ودكالة عبدة وجبال الحوز والجنوب الشرقي، تعتمد بشكل كبير على خطوط الربط التي تتعرض أحيانا لأضرار تؤدي إلى ضعف في تدفق المياه، إلى جانب عوامل طبيعية تتمثل في الجفاف الهيكلي ومستوى ملء السدود.
وأكد بنرامل أن اعتماد سياسة الصهاريج لسد حاجيات المناطق النائية لا يلقى رضا السكان، الذين اعتادوا على توفر المياه بكميات مناسبة، ما يجعل أي نقص في الإمدادات يثير سخطهم ويشعل الاحتجاجات. وشدد على ضرورة تفعيل آليات مستدامة لتحسين البنية التحتية المائية وضمان حق المواطنين في مياه نظيفة ومتواصلة، خاصة في ظل التحديات المناخية المتزايدة.
12/08/2025