عرفت المحكمة الابتدائية ببرشيد، صباح الأربعاء، فصولا جديدة في قضية الطفلة غيثة، التي أثارت تعاطفا واسعا بعد تعرضها لحادث دهس مأساوي بمنطقة سيدي رحال. الجلسة، التي امتدت لساعات، خصصت للاستماع إلى المرافعات التعقيبية بشأن نتائج الخبرة الطبية القضائية التي أمرت بها المحكمة سابقا. دفاع شركة التأمين اعتبر أن الخبرة المنجزة سليمة قانونيا ولا تصلح أساسا وحيدا لتحديد التعويض المالي، مشيرا إلى أن مناقشة المطالب المدنية ستتم لاحقا بعد تقديم ذوي الحقوق طلباتهم رسميا.
في المقابل، شكك دفاع المتهم في حيادية التقرير الطبي، موضحا أنه أُنجز من قبل طبيب مختص في التخدير، وهو ما اعتبره مخالفا للمادة 63 من قانون المسطرة الجنائية التي تحدد ضوابط الخبرة. وأشار الدفاع إلى أن التقرير افتقر للدقة العلمية، وأن بعض معطياته وردت عن طريق والدة الضحية دون التحقق المخبري اللازم، ملتمسا إجراء خبرة مضادة. كما طالب ببراءة موكله، مبرزا أنه عديم السوابق ولم يكن يقود بسرعة مفرطة، وأن مكان الحادث لا يصنف منطقة آهلة بالسكان.
دفاع المتهم شدد أيضا على البعد الإنساني للقضية، لكون موكله الابن الوحيد لوالديه ولا تتوفر ظروف مشددة للعقوبة في حقه. وفي ختام الجلسة، قررت هيئة المحكمة حجز الملف للمداولة وتحديد موعد النطق بالحكم في الجلسة ذاتها، وسط ترقب كبير من الحاضرين وأطراف القضية، في ظل تضارب المواقف القانونية وتشابك الأبعاد الإنسانية.
13/08/2025