kawalisrif@hotmail.com

مليلية المحتلة … انقطاع جديد للماء يفضح هشاشة البنية التحتية وارتباط المدينة بمصدر وحيد

مليلية المحتلة … انقطاع جديد للماء يفضح هشاشة البنية التحتية وارتباط المدينة بمصدر وحيد

في فصل جديد من مسلسل الأزمات المتكررة، وجدت مليلية المحتلة نفسها، منذ مساء الأربعاء، أمام عطش جماعي جديد بعد أن توقفت محطة التحلية في منطقة “أغوادو” عن العمل بسبب عطل تقني أصاب منظومة التغذية الكهربائية الرئيسية حوالي الرابعة والنصف صباحاً. العطل شلّ الإنتاج تماماً، ودفع للحكومة المحلية إلى فرض قيود صارمة لتوزيع المياه إلى غاية صباح الخميس، في مشهد بات مألوفاً أكثر من اللازم لسكان الثغر المحتل، وخاصة المغاربة القاطنين فيه.

ورغم أن الفرق التقنية هرعت منذ الصباح لمحاولة إصلاح الخلل، فإن الحادث عرّى الواقع: بنية تحتية هشة، واعتماد كلي على محطة وحيدة أشبه بـ”حنفية مركزية” تتحكم في حياة عشرات الآلاف. والمحطة نفسها ليست في أفضل حال، فهي تتعثر منذ أشهر بسلسلة أعطال، وكأنها تتنفس بصعوبة، بينما سكان المدينة يُتركون ليحسبوا القطرات.

الأمر لا يتوقف هنا، فالانقطاع تزامن مع استئناف أشغال متعثرة في شبكة التوزيع، مشاريع توقفت ثم استؤنفت وكأنها أعمال ديكور موسمية، بينما تُسوّق حكومة الاحتلال هذه التحركات على أنها “خطط استراتيجية لتقليص التسربات”. أما رئيس حكومة الثغر خوان خوسيه إمبرودا، فقد بشّر السكان قبل أسابيع بمحطة تحلية ثانية، لكنها على الورق فقط، ولن ترى النور قريباً، ما يعني أن الأزمة ستبقى ضيفاً دائماً على موائد سكان المدينة… إذا وُجدت المياه أصلاً لطهي الطعام.

وفي الخلفية، هناك معركة سياسية بين سلطات مليلية والحكومة المركزية حول “خزان الأدفلاس”، القادر نظرياً على تخزين 300 ألف متر مكعب من المياه. لكن مدريد، كما تتهمها حكومة الاحتلال المحلي، ترفض تسليم إدارة الخزان، لتبقى هذه المنشأة أشبه بإنقاذ متاح نظرياً فقط، بينما يستمر السكان في ملء الدلاء وانتظار رحمة السماء.

 

13/08/2025

Related Posts