المركبات الأرضية غير المأهولة… سلاح جديد يعيد تشكيل موازين القوى في إفريقيا

كشف تقرير حديث لموقع “ميليتاري أفريكا” المتخصص في الشؤون العسكرية أن التحديات الأمنية المتصاعدة في القارة الإفريقية، من الإرهاب والتهريب إلى النزاعات الحدودية، تدفع العديد من الدول إلى تبني حلول تكنولوجية متقدمة لتعزيز قدراتها الدفاعية. وفي طليعة هذه الحلول تبرز المركبات الأرضية غير المأهولة (UGVs)، التي تمثل مزيجًا بين الابتكار التكنولوجي والاحتياجات الميدانية، وتستخدم في مهام متنوعة تشمل الاستطلاع، نقل المعدات، إزالة الألغام، وحتى الإجلاء الطبي في البيئات القاسية.

وأشار التقرير إلى أن دولًا من بينها المغرب تتجه إلى تكثيف استثماراتها في هذه التقنيات، في إطار خطط لتحديث ترساناتها العسكرية ورفع جاهزيتها ضمن استراتيجيات متعددة المجالات. فهذه المركبات، التي يمكن التحكم فيها عن بعد بقدرات شبه ذاتية، توفر وعيًا ميدانيًا أكبر وخيارات تكتيكية متنوعة، ما يمنح الجيوش مرونة في مواجهة طبيعة الحروب الحديثة غير المتكافئة، حيث تتداخل أساليب القتال التقليدي مع تكتيكات العصابات وسط تضاريس شاسعة وظروف جوية صعبة.

وأوضح التقرير أن سوق المركبات الأرضية غير المأهولة في إفريقيا بلغ أكثر من 65 مليون دولار سنة 2023، مع توقعات بتجاوزه 100 مليون دولار بحلول 2030، وبمعدل نمو سنوي يناهز 7.3 في المائة. كما سجل وجود أكثر من 290 وحدة عاملة حاليًا، قد يرتفع عددها إلى 663 وحدة مع نهاية العقد، مدفوعًا بالمخاوف الأمنية المتزايدة وتنامي الإنفاق الدفاعي. ومع دخول شركات دفاعية عالمية مثل “QinetiQ” و”Elbit Systems” و”Rheinmetall” إلى جانب مطورين محليين، يتوقع أن تصبح هذه المركبات ركيزة أساسية في الاستراتيجيات الدفاعية للدول الإفريقية، خاصة مع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمنحها قدرات أكبر على تنفيذ مهام معقدة بدقة وفاعلية.