في ظل موجة الحرائق التي اجتاحت هذا الصيف مناطق مختلفة من المغرب، لاسيما في الشمال والواحات، ارتفعت أصوات نشطاء البيئة مطالبة بإطلاق حملة تشجير وطنية كبرى لتعويض الخسائر واستعادة الغطاء الغابوي المتدهور. ويؤكد هؤلاء أن لكل شجرة تغرس أثرًا بيئيًا عميقًا يمتد لعقود، في مواجهة الضغوط المناخية والتدخلات البشرية التي تعصف بالموارد الطبيعية.
أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة، أوضح أن الغابات المغربية لم تعد كما كانت في الماضي، بفعل القطع العشوائي والحرائق التي تلتهم آلاف الهكتارات سنويًا. ورغم جهود الإطفاء، ومنها استعمال طائرات “كنادير”، يرى أن هذه التدخلات تظل غير كافية، ما يستدعي توسيع استخدام التقنيات الحديثة وتنسيق الجهود بين الجماعات المحلية والهيئات المختصة. ودعا كرير إلى جعل التشجير عملية مستمرة ومنتظمة على مدار العام، مستلهمًا تجارب ناجحة من دول مثل الصين والهند، مع إعادة إحياء مساحات واسعة من الغابات لضمان استدامتها.
من جهته، حذر رشيد فسيح، رئيس جمعية بييزاج لحماية البيئة بأكادير، من أن التمدد العمراني والجفاف والتغيرات المناخية تُفاقم التراجع المقلق في المساحات الغابوية. وطالب بترسيخ ثقافة غرس الأشجار عوض اقتلاعها، مؤكدًا أن للمغرب التزامات دولية في مجال حماية التنوع البيولوجي. وشدد على أن التشجير يجب أن يشمل المدن وضواحيها، لافتًا إلى أن الغابات المحترقة يمكن أن تعود للحياة إذا تم التعامل معها ببرامج تأهيل بيئي مدروسة وعلمية.
14/08/2025