يستعد المغرب لإعادة توجيه استراتيجي نحو إبرام صفقة محتملة لاقتناء مقاتلات فرنسية من طراز رافال F4، في خطوة تهدف إلى تحديث أسطول سلاحه الجوي وتعزيز جاهزيته الدفاعية، بما يتماشى مع المتغيرات الإقليمية المتسارعة. وتأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه المنافسة بين كبريات شركات تصنيع الطائرات الحربية، حيث تسعى الولايات المتحدة لإقناع الرباط باختيار مقاتلات F-16V Viper، إلا أن مؤشرات عدة تميل لصالح العرض الفرنسي، خاصة مع التقارب العسكري والدبلوماسي بين المغرب وباريس عقب زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون في أكتوبر الماضي.
وقد تجلى هذا التقارب بشكل واضح خلال مناورات “ماراثون 25” التي جرت بين 23 يونيو و5 يوليو 2025، والتي أتيحت خلالها الفرصة للطيارين المغاربة للتحليق على متن طائرات رافال والتعرف عن قرب على قدراتها، بمشاركة جنرالين مغربيين. وتشير التقديرات إلى أن الصفقة المرتقبة قد تشمل بين 20 و30 طائرة من النسخة F4، مع إمكانية تزويدها بطائرات إيرباص A330 MRTT لتعبئة الوقود جويًا، تعويضًا عن الأسطول الحالي المكوّن من طائرتين قديمتين من نوع لوكهيد KC-130H.
ويُتوقع أن يُقدَّم الطلب الرسمي لهذه الصفقة في النصف الأول من 2026، على أن يبدأ تسليم الطائرات بين عامي 2030 و2031. وتجدر الإشارة إلى أن محاولات سابقة للتعاقد مع رافال كانت قد فشلت بشكل مفاجئ، بعد أن اكتشف المغرب أن السعر المعروض من شركة “داسو للطيران” يقارب ضعف ما تدفعه فرنسا نفسها، ما أثار استياء الرباط وأدى إلى توقف المفاوضات، رغم الثقة الكبيرة التي كانت باريس توليها للعلاقات التاريخية والمتينة مع المملكة، خاصة بعد اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء،.
14/08/2025