kawalisrif@hotmail.com

الناظور :  طريق سيدي البشير المؤدية إلى رأس تتحوّل إلى فخّ قاتل والساحل إلى شاهد صامت

الناظور : طريق سيدي البشير المؤدية إلى رأس تتحوّل إلى فخّ قاتل والساحل إلى شاهد صامت

على امتداد الساحل الرابط بين السعيدية والناظور، يطل شاطئ سيدي البشير بجماعة البركانيين كجوهرة طبيعية نادرة، تجمع بين زرقة البحر من جهة، وسحر الخضرة من جهة أخرى. غير أنّ خلف هذه اللوحة البديعة، يختبئ مشهد مروّع يوثّق عبور العربات وسط انحدارات وانعراجات قاتلة، عند ملتقى الطريق مع المسلك والمدخل المؤدي إلى الشاطئ، الذي يحظى بإقبال واسع بين سكان المنطقة وزوارها، حتى لُقِّب بـ”شاطئ البحرين”.

لكن الطريق الساحلية المؤدية إلى هذا الفردوس، وخاصة المقطع الرابط بين السعيدية والناظور، تحوّلت إلى كمين قاتل للسائقين ومرتادي الشاطئ على حد سواء، في ظل غياب شبه تام لمخفّضات السرعة، وانعدام لوحات التشوير الضرورية، وافتقار البنية الطرقية لمسارات آمنة، خصوصًا قرب المؤسسات التعليمية. هذا الوضع الخطير دفع فعاليات المجتمع المدني إلى إطلاق نداء عاجل للسلطات الوصية من أجل التدخل الفوري، قبل أن تتحول المنطقة إلى مسرح للحوادث المميتة، خاصة في موسم الصيف وعودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وطالبت هذه الفعاليات وزارة التجهيز والنقل بإنجاز دراسة ميدانية عاجلة، وإحداث بنية ولوجية آمنة تليق بمكانة الشاطئ، حمايةً لأرواح مستعملي الطريق، وتفاديًا لتكرار سيناريوهات دامية شهدتها المنطقة وتشهدها طرق مماثلة في السنوات الأخيرة.

في سيدي البشير، الجمال يبهرك … لكن السلامة الطرقية تخذلك. وبين المشهدين، يظل السؤال معلقًا: كم من الأرواح يجب أن تُزهق قبل أن تتحرك الجهات المعنية؟

وربما، حينها فقط، ستجد مخفّض سرعة يلمع تحت شمس الصيف… لكن بعد أن يلمع في العناوين اسم ضحايا جدد.

 

15/08/2025

Related Posts