كشف تقرير صادر عن مركز (R.O.C.K) المتخصص في الدراسات الجيوسياسية أن المغرب أصبح نموذجاً متقدماً في المجال الاستخباراتي، بفضل منظومة متكاملة تجمع بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST) والمديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED). وأوضح التقرير أن (DGST)، تحت قيادة عبد اللطيف الحموشي، تمكنت عبر مزيج من الاستخبارات البشرية والتقنيات الرقمية المتقدمة من إحباط عشرات المخططات الإرهابية ومكافحة الجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية، بينما تسهر (DGED) على جمع المعلومات الاستراتيجية في الخارج، وحماية المصالح الوطنية وتعزيز الأمن الإقليمي والدبلوماسية الناعمة، ما يشكل منظومة متكاملة للأمن الوطني والدولي.
وأشار التقرير إلى أن تفوق المغرب الاستخباراتي يقوم على ثلاثة أعمدة رئيسية: إصلاحات قانونية منحت الأجهزة صلاحيات فعالة ضمن إطار قانوني منضبط، تحديث تقني يواكب ثورة الذكاء الاصطناعي ومتطلبات الأمن السيبراني، وانفتاح على الشراكات الدولية مع الحفاظ على القرار السيادي. كما أبرز قدرة الأجهزة على الجمع بين الحزم والمرونة، واستباق التهديدات، مع بناء شبكة تعاون دولي متينة، ما يمنح المملكة موقعاً متقدماً في مجال الأمن الإقليمي والعالمي.
ولفت التقرير إلى أن التحولات القانونية والتنظيمية منذ 2003، وصولاً إلى دستور 2011 وقوانين الدفاع السيبراني وحماية البيانات ومكافحة تمويل الإرهاب، أسهمت في بناء إطار متماسك للاستخبارات المغربية، قادر على مواجهة التحديات المعقدة في عصر الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية. وختم بأن التحدي القادم يكمن في استمرار المملكة في صدارة الوقاية وإدارة المعلومات والدفاع عن مصالحها الوطنية، مع تعزيز الثقة بين الأجهزة الاستخباراتية والمواطنين والشركاء الدوليين على حد سواء.