مع ارتفاع درجات الحرارة المتكرر في المغرب، يتعرض المستهلكون لمخاطر صحية محتملة نتيجة تخزين قنينات المياه المعدنية البلاستيكية تحت أشعة الشمس المباشرة. فهذه العبوات، المصنوعة غالبًا من مادة البولي إيثيلين تيريفثالات، قد تتحلل عند التعرض للحرارة، مطلقة مواد كيميائية مثل الأنتيمون ومركبات البيسفينول التي تؤثر على الغدد الصماء وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على نمو الجهاز العصبي للأطفال والخصوبة لدى البالغين.
وفي ظل ندرة مصادر المياه الطبيعية وزيادة الاعتماد على المياه المعدنية، يشدد خبراء حقوق المستهلك على ضرورة التمييز بين المياه المستخرجة من منابع طبيعية والمحافظة على خصائصها، والمياه المعبأة بطريقة صناعية قد تفقد عناصرها المعدنية. كما يشيرون إلى تفوق العبوات الزجاجية في الحفاظ على جودة المياه مقارنة بالبلاستيكية المنتشرة حاليًا، داعين وزارة الصحة إلى تعزيز برامج الرقابة والتفتيش وتوفير مختبرات متخصصة لضمان سلامة هذه المياه.
من جانب آخر، أثار البرلماني عبد اللطيف الزعيم قلق المواطنين عبر سؤال كتابي حول تأثير التعرض المباشر للحرارة على طعم ورائحة المياه، مسلطًا الضوء على الحاجة الملحة لتشديد الرقابة على ظروف التخزين والنقل في المحلات والأسواق. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الحرارة المرتفعة لا تؤدي فقط إلى تسرب مواد كيميائية سامة، بل تخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا، ما يزيد من خطر الأمراض المعوية والتسمم الغذائي، مما يجعل مراقبة هذه العبوات ضرورة صحية عاجلة لحماية المجتمع.
15/08/2025