تعيش مقاطعة ابن امسيك بالدار البيضاء أجواء من الغضب والاستياء بين سكانها، على خلفية البطء الشديد الذي يطبع أشغال تأهيل عدد من الشوارع الرئيسية. ورغم انطلاق هذه المشاريع منذ شهر شعبان الماضي، إلا أن وتيرة العمل التي وصفها المواطنون بـ”السلحفاة” أدت إلى اختناق مروري خانق وتفاقم معاناة المارة ومستعملي هذه الطرق الحيوية يوميًا. ويعزو السكان هذا الوضع إلى تقاعس الشركات المكلفة في احترام الآجال المحددة، في ظل غياب رقابة صارمة من الجهات المسؤولة، ما انعكس سلبًا على النشاط الاقتصادي والحياة اليومية.
ويرى العديد من التجار وأصحاب المقاهي أن هذا التأخر ألحق أضرارًا مباشرة بأعمالهم، حيث تراجعت الحركة التجارية بسبب صعوبة الوصول إلى المحلات وسط شوارع شبه مغلقة ومليئة بالغبار والأتربة. وقد شبّه بعض السكان هذه المناطق بـ”ساحات حرب” نتيجة الفوضى وانعدام التنظيم في مواقع الأشغال، فيما يطالب آخرون بتنسيق أوثق بين مختلف الأطراف المعنية لضمان تقدم منظم وسريع يحافظ على مصالح جميع الفاعلين المحليين.
وفي هذا السياق، أكد محمد عماري، نائب المنسق الجهوي للهيئة الوطنية لحماية المال العام والشفافية بالمغرب، أن تأخر إنجاز مشاريع البنية التحتية بات ظاهرة مزمنة تثير تساؤلات حول جدوى المتابعة والمراقبة. وأوضح أن الهيئة تتابع هذه الملفات عن قرب، داعيًا إلى تسريع وتيرة الأشغال ووضع آليات واضحة توازن بين تنفيذ المشاريع بكفاءة والحفاظ على حياة المواطنين، حتى لا تتحول مشاريع التنمية إلى مصدر معاناة إضافية للسكان.
15/08/2025