هزّت مدينة الحسيمة، أمس، فاجعة جديدة بعد وفاة طفل كان في حاجة ماسة إلى علاج عاجل، المستشفى الإقليمي رفض استقباله، وطلب من والده نقله إلى مدينة وجدة التي تبعد بحوالي 300 كيلومتر. غير أن القدر لم يمهله، حيث توقف قلبه بمدينة الناظور وهو في منتصف الطريق، ليفقد والده الأمل في إنقاذ حياته.
الحادثة أعادت إلى السطح الجدل حول تدني مستوى الخدمات الصحية بالمركز الاستشفائي محمد السادس بالحسيمة، الذي يواجه منذ سنوات انتقادات متواصلة بسبب الاختلالات في التدبير والخصاص في الموارد البشرية. ويصف سكان المنطقة المستشفى بـ”المقبرة”، في إشارة إلى تزايد حالات الوفيات داخل أسواره.
جمعيات مدنية وحقوقية استنكرت الواقعة، معتبرة أن ما جرى ليس حالة معزولة، بل نتيجة مباشرة لـ”فشل السياسات الترقيعية” في القطاع الصحي، والتي لم تنجح في ضمان أبسط الحقوق الأساسية للمواطنين، وعلى رأسها الحق في الحياة والصحة.
وطالبت الفعاليات المدنية وزارة الصحة بفتح تحقيق نزيه للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أفضت إلى وفاة الطفل، وتحديد المسؤوليات، مع مساءلة القائمين على القطاع الصحي بالإقليم.
الحادثة، التي خلفت موجة غضب شعبي واسعة، أعادت طرح أسئلة ملحّة حول غياب المحاسبة وضعف التدبير الصحي بالحسيمة، في وقت يتزايد فيه الضغط على وزارة الصحة من أجل اتخاذ إجراءات استعجالية لإنقاذ وضع وصِف بـ”الكارثي”.
16/08/2025