kawalisrif@hotmail.com

المغرب يطلق مشروعاً كبيراً في قلب مليلية :   مركز إسلامي ضخم يعيد رسم المشهد الديني والثقافي

المغرب يطلق مشروعاً كبيراً في قلب مليلية : مركز إسلامي ضخم يعيد رسم المشهد الديني والثقافي

أكدت مصادر إعلامية محلية بالثغر المحتل أن المملكة المغربية، عبر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، شرعت في مراحل متقدمة من مشروع بناء مركز إسلامي كبير في مليلية المحتلة. هذه الخطوة، بحسب المراقبين، تعكس الإرادة القوية للمغرب في تعزيز الهوية الإسلامية والثقافية للمجتمع المغربي في المدينة العتيقة، وترسيخ مكانة المملكة كحامية للانتماء الديني والثقافي لأبناء الجالية.

وسيُقام المركز الجديد على أرض مسجد تيسوريو الحالية، في موقع استراتيجي وسط المدينة، ويُقدّر حجم الاستثمار بحوالي ثمانية ملايين يورو. ويأتي المشروع ضمن جهود المغرب لتوفير فضاء ديني وثقافي متكامل لرعايا صاحب الجلالة أمير المؤمنين، بما يعزز التلاحم الاجتماعي ويضمن الحفاظ على الانتماء الديني والثقافي لأبناء الجالية المغربية، في رسالة واضحة بأن الهوية المغربية والإسلامية لا تقبل التهميش.

وأوضحت المصادر أن المشروع كان يتضمن في البداية فكرة بناء مئذنة بارزة، إلا أن هذه الفكرة رُفضت لأسباب لم تُكشف بعد، قد تكون مرتبطة بضغوط سلطات الاحتلال وبعض الأطراف المتطرفة وحزب الشعب الإسباني، ما يعكس حرص المغرب على موازنة الطابع الديني للمركز مع البعد الدبلوماسي الدقيق للمدينة المحتلة، حفاظاً على المسار السلمي والرمزي للمشروع.

ويُعتبر هذا المشروع من أكبر المشاريع الثقافية والإسلامية التي تنفذها المملكة المغربية في مليلية منذ عقود، ويُعد رسالة سياسية ودبلوماسية قوية مفادها أن المغرب لا يكتفي بالمطالبة السياسية بالمدينة، بل يسعى أيضًا إلى تعزيز الحضور الحضاري والثقافي للمجتمع المغربي فيها، وتأكيد حقوقه التاريخية والثابتة.

ويرى المحللون أن المركز الإسلامي الجديد سيصبح نقطة جذب دينية وثقافية محورية، وسيعمل على توحيد المغاربة المقيمين في المدينة وتعزيز التواصل مع المجتمع المحلي، فيما يُتوقع أن يثير اهتمام المجتمع الدولي والدوائر الدبلوماسية الإسبانية، نظراً للطابع الرمزي العميق للمشروع في قلب مدينة محتلة.

ومن خلال هذا المشروع، يظهر المغرب بوضوح أنه لا يضع حدودًا بين السياسة والدين، بل يسعى لصياغة رؤية شاملة تجمع بين الدفاع عن الهوية الوطنية وتعزيز البعد الحضاري والثقافي، في رسالة دبلوماسية قوية تعكس عمق الرؤية المغربية لمستقبل مليلية المحتلة تحت راية الهوية المغربية والإسلامية، مؤكداً أن المدينة جزء لا يتجزأ من تاريخ المملكة ومستقبلها.

أما اليمين المتطرف الإسباني، فلا يملك سوى إطلاق البيانات المتشنجة والاتهامات المعتادة، وهو يشاهد المشاريع المغربية تتقدم خطوة بخطوة، فيما يظل هو عالقاً بين الهلع من المآذن الخيالية وحيرة اختيار اللون المناسب لقمصانه الوطنية. يبدو أن كل ما يمكنهم فعله هو التشبث بالصور القديمة لسبتة ومليلية، بينما المغرب يكتب التاريخ في قلب المدينة المحتلة بكل هدوء وثقة.

16/08/2025

Related Posts