kawalisrif@hotmail.com

ريان أزواغ .… موهبة حراسة المرمى بين إرث العائلة وطموح الاحتراف الأوروبي

ريان أزواغ .… موهبة حراسة المرمى بين إرث العائلة وطموح الاحتراف الأوروبي

يواصل الحارس الشاب ريان أزواغ، ابن الفاعل الاقتصادي المتخصص في الطاقات المتجددة فريد أزواغ، رسم معالم مساره في عالم كرة القدم. حارس مرمى صاعد يبشّر بمستقبل واعد، انطلق من البطولة الوطنية باحثاً عن موطئ قدم في الدوريات الأوروبية عبر بوابة “الليغا” الإسبانية.

ينحدر ريان من عائلة ريفية أصيلة تعود جذورها إلى منطقة ثلاثاء أزلاف بإقليم الدريوش. وقد ظل والده فريد وفياً لزيارة أرض الأجداد بين الدريوش والناظور، محتفظاً بروابط متينة مع الجذور الأولى. عشق الكرة في هذه العائلة لم يكن وليد الصدفة؛ فالأب كان حارس مرمى سابقاً بالبطولة البلجيكية، واشتغل بعدها، بعد استقراره بالوطن، ضمن الطاقم التقني لاتحاد طنجة في تخصص الحراسة، قبل أن يساهم في فتح الأبواب أمام أحد أبناء الناظور للانضمام إلى المكتب التنفيذي لفارس البوغاز، ونقصد هنا اللاعب السابق لهلال الناظور للكرة الطائرة والمنعش العقاري الحالي نصر الله الكرطيط، الذي تولى لاحقاً رئاسة الفريق والولوج إلى المكتب الجامعي.

كان استقرار العائلة في طنجة نقطة التحول الأولى، حيث تدرج ريان في مختلف الفئات السنية لاتحاد طنجة. وقد شكّل الموسم الماضي منعطفاً مهماً؛ إذ استفاد من عقوبات منع الانتداب وتعزيز التركيبة البشرية المرتبطة بأحكام مستحقات عالقة للاعبين لدى الجامعة الملكية، التي أثقلت كاهل النادي، ليجد نفسه وجهاً لوجه مع مسؤولية حماية عرين الفريق الأول. ورغم صغر سنه، فقد أظهر تصديات لافتة وارتماءات جريئة وانتحارية جعلت اسمه يتداول كأحد الظواهر الجديدة في الدوري المغربي، مبرهناً على أنه مشروع حارس يحتاج فقط إلى الصقل والجرأة من الطاقم التقني.

لقد أنجب الريف، خصوصاً الأوسط، على مرّ السنوات مواهب في حراسة المرمى لم تنل نصيبها من الاهتمام، من أبرزها كريم زاز، المتألق سابقاً بالدوري الدنماركي وعصبة الأبطال الأوروبية والمنحدر من جماعة ميضار، والذي حمل قميص المنتخب الوطني لفترات قبل أن يطاله التهميش. وهي القصة ذاتها التي طالت عدداً من أبناء الريف الذين ساهموا بقتالية عالية في إشعاع الكرة المغربية، قبل أن ينتزع الهداف يوسف مختاري حب الجماهير، إلى الأخوين أمرابط وقصة نور الدين الشهيرة مع ارتطام الرأس في مونديال روسيا، ثم ابن مليلية المحتلة منير المحمدي القجوي، وغيرهم ممن صنعوا المجد رفقة عناصر من مختلف ربوع المملكة.

غير أن ريان، كغيره من الحراس الشباب، اصطدم بمرحلة حرجة حين ارتكب بعض الأخطاء في ديربي الشمال أمام المغرب التطواني. أخطاء طبيعية في مسيرة أي حارس، لكنها سرعان ما تضخمت بعد قرار مدرب الفريق هلال الطير استبداله، وهو ما أثار حفيظة والده. وكاد المشهد يتحول إلى مواجهة حادة لولا تدخل الطاقم، خاصة مع تضامن جماهير فارس البوغاز التي رأت في ريان مشروع حارس يستحق الفرصة. ومع ذلك، ظل الأب، بخبرته الأوروبية واطلاعه على عقلية الحراس، حريصاً على دعم ابنه معنوياً دون أن يثنيه عن مواصلة المشوار بثبات.

بعد تلك التجربة، اختار ريان حالياً خوض تحدٍّ جديد عبر الانتقال إلى إشبيلية الرديف في إسبانيا، بحثاً عن صقل موهبته في مدرسة أوروبية عريقة. امتلاكه لجواز أوروبي يتيح له الممارسة بحرية في مختلف البطولات يمنحه أفضلية، كما أن استدعاءه لصفوف المنتخبات الوطنية للفئات العمرية يضاعف من فرصه في المزج بين التكوين الأوروبي والانتماء المغربي، بما قد يجعله أحد أبرز حراس المستقبل.

قصة ريان أزواغ ليست مجرد مسار كروي عادي، بل هي سيرة عائلة ريفية جمعت بين العمل والرياضة، من بلجيكا إلى طنجة وصولاً إلى إشبيلية. بين إرث الأب وإصرار الابن، تتشكل ملامح حارس كبير، حسب التقنيين، قد يحمل على عاتقه آمال الريف المغربي وجماهير الوطن، ويكتب فصلاً جديداً في تاريخ كرة القدم المغربية، رافعاً اسم بلاده عالياً في الملاعب الأوروبية والعالمية.

16/08/2025

Related Posts