الحسيمة : كواليس الريف:
تحولت شوارع وأزقة مدينة الحسيمة، في الآونة الأخيرة، إلى وجهة لعدد متزايد من المتسولين القادمين من مدن مختلفة، حيث بات المشهد يثير الكثير من علامات الاستفهام لدى الساكنة والزوار على حد سواء.
وتعرف المدينة انتشارًا لافتًا لأشكال متعددة من التسول، من بينها استغلال الأطفال الصغار وحتى الرضع في استجداء عطف المواطنين، سواء بشكل مباشر عبر التجوال بهم، أو تحت غطاء بيع المناديل الورقية وغيرها. كما يلجأ بعض المتسولين إلى اختلاق قصص ومعاناة صحية أو استعراض إعاقات جسدية في الفضاءات العامة، وهو ما يترك أثرًا نفسيًا سلبيًا على المارة، خاصة الأطفال.
وتثير هذه الممارسات قلقًا متزايدًا لدى فعاليات محلية، في ظل غياب ملحوظ لتدخل الجمعيات والهيئات المعنية بحماية الطفولة ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يرى مراقبون أن مكان هذه الفئة يجب أن يكون في المستشفيات ومراكز الإيواء لتلقي الرعاية الصحية والاجتماعية، لا في الشوارع.
وتسجل الظاهرة حضورًا أكبر خلال موسم الصيف، ما يجعل من الصعب التمييز بين المحتاج الحقيقي والمتسولين المحترفين، وهو ما اعتبره متتبعون تهديدًا للاستقرار الاجتماعي وصورة المدينة.
هذا الوضع دفع عددا من الفاعلين إلى المطالبة بتدخل عاجل من السلطات المختصة لوضع حد لهذه الممارسات، وحماية الأطفال من مختلف أشكال الاستغلال، إلى جانب ضمان الرعاية الاجتماعية والصحية للأشخاص في وضعية إعاقة.


