سعيد حمديوي : قامة مغربية من الدريوش تضيء سماء التكنولوجيا العالمية

يُعدّ الدكتور سعيد حمديوي، ابن إقليم الدريوش، قامة علمية وفكرية بارزة، وأحد ألمع العقول المغربية التي تشرّف بلدها في المحافل الدولية. يشغل البروفيسور حمديوي منصب أستاذ كرسي في جامعة دلفت للتكنولوجيا بهولندا، وهو أعلى منصب أكاديمي يمكن أن يصل إليه الأستاذ الجامعي. لم يأتِ هذا الإنجاز من فراغ، بل هو تتويج لمسيرة حافلة بالإنجازات والابتكارات في مجالات متقدمة مثل النانوتكنولوجيا وهندسة الحواسيب.

— مسيرة علمية حافلة

لم تكن مسيرة البروفيسور حمديوي سهلة، فقد واجه تحديات في بداية مشواره العلمي في المغرب، لكن إصراره وشغفه بالمعرفة دفعاه لمواصلة دراسته في هولندا، حيث حصل على درجة الماجستير والدكتوراه بامتياز من جامعة دلفت نفسها. ومنذ ذلك الحين، بدأ نجمه يسطع في سماء التكنولوجيا العالمية، حيث عمل مع شركات عالمية كبرى مثل إنتل، قبل أن يعود إلى جامعة دلفت ليصبح رئيسًا لقسم هندسة الكمبيوتر وأستاذًا في تكنولوجيا الكمبيوتر الناشئة.

— إنجازات وبراءات اختراع

يُعرف سعيد حمديوي بأبحاثه الرائدة في مجال الرقائق الإلكترونية، وقد نالت أطروحته في الدكتوراه جائزة أفضل أطروحة دكتوراه في العالم. كما حاز على جائزة “أفضل فكرة تقنية” في هولندا عام 2021، تقديرًا لابتكاره في مجال الرقائق الإلكترونية، والذي يساهم في خفض استهلاك الطاقة لأجهزة الكمبيوتر.
وقد تم انتخابه مؤخرًا كعضو متميز في الأكاديمية الهولندية للهندسة (NAE)، مما يؤكد مكانته كقائد للابتكار والتقدم في مجال الهندسة.

— عودة إلى الوطن

بالرغم من نجاحه العالمي، لم ينسَ البروفيسور حمديوي جذوره المغربية، فهو يشارك باستمرار في ندوات ومؤتمرات علمية في المغرب، ويحرص على تبادل خبراته ومعارفه مع الشباب والباحثين المغاربة. وقد صرّح في أكثر من مناسبة عن استعداده التام للتعاون مع الجامعات المغربية من أجل خدمة أبناء وطنه. هذا الالتزام يعكس حسًا عاليًا بالمسؤولية تجاه وطنه، ويؤكد على أن النجاح الحقيقي لا يكتمل إلا إذا كان مصدر إلهام للآخرين.

قصة البروفيسور سعيد حمديوي هي مصدر إلهام لكل شاب مغربي يحلم بالتميز والإبداع، وتأكيد على أن العقول المغربية قادرة على المنافسة والريادة في أرقى المجالات العلمية عالميًا.