kawalisrif@hotmail.com

منذ 11 يوليوز … شاب يافع ألماني-مغربي من الجيل الرابع يسافر راكضا من دوسلدورف إلى الناظور التي سيحط بها في 20 من غشت

منذ 11 يوليوز … شاب يافع ألماني-مغربي من الجيل الرابع يسافر راكضا من دوسلدورف إلى الناظور التي سيحط بها في 20 من غشت

في زمنٍ باتت فيه المسافات تُختصر بلمسات على شاشة هاتف أو برحلة طائرة لا تتجاوز الساعات، قرر مراهق من أب ألماني وأم مغربية أن يعاكس التيار ويختار الطريق الأصعب. محمد ذا ماشين، ابن الجيل الرابع من المغاربة في أوروبا ، آثر أن يصنع أسطورته الخاصة: رحلة ركض على الأقدام من قلب مدينة دوسلدورف الألمانية نحو مسقط جذور “الأخوال” في الناظور، قاطعًا آلاف الكيلومترات، متحديًا حرّ الصيف اللاهب ووعورة المسار، وحاملًا معه حلمًا أكبر من حقيبته.

انطلقت هذه المغامرة الفريدة في 11 يوليوز 2025، وكان الوصول المبدئي المقرر في 20 غشت 2025، ما يجعلها رحلة تمتد لأكثر من شهر من التحديات اليومية المستمرة.

محمد، الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، لم يخرج في نزهة عابرة، بل في ملحمة حقيقية تمزج بين الشغف بالهوية والعزيمة بالانتماء. عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يتابعه أكثر من 46 ألف شخص، يوثّق رحلته في مشاهد حيّة تجعل المتابعين يعيشون معه تفاصيل الطريق، من شوارع دوسلدورف الصاخبة، إلى القرى الإسبانية الهادئة، وصولًا إلى جبال وغابات المغرب.

خلال 187 منشورًا وعشرات القصص المصوّرة، روى محمد مغامرته وكأنها مسلسل مشوّق مقسّم إلى أجزاء. كل حلقة تحمل تحديًا جديدًا: أمطار مفاجئة، حرارة لا ترحم، تضاريس وعرة، وأحيانًا وجوه مبتسمة تمنحه دفعة معنوية للاستمرار.

لكن خلف كل خطوة رسالة أعمق: الانتماء ليس مكانًا تولد فيه فقط، بل طريقًا تختاره بإرادتك. فمحمد لم يقطع هذه المسافة ليحطم رقمًا قياسيًا، بل ليعيد وصل الحاضر بجذور الماضي، وليعلن بصوت الجيل الرابع: “نحن هنا… لم ننسَ من أين جئنا”.

من انطلاقة دوسلدورف إلى أفق الناظور، تحوّلت هذه الرحلة إلى أيقونة تلهم الشباب ، ودرس حيّ في أن الشجاعة لا تعرف سنًّا، وأن الأحلام لا تتحقق بالتمني فقط. لقد أثبت محمد أن المسافات الطويلة تُختصر بخطوة أولى، وأن العزيمة الصادقة قادرة على تحويل الحلم إلى ملحمة شخصية، وربما إلى إلهام لجيل بأكمله.

اليوم، يعود محمد ذا ماشين ليس فقط كمغامر أنهى رحلته، بل كرمز للأمل والطموح. قصته دعوة مفتوحة لكل شاب وشابة: لا تخشوا الطريق الصعب، فالخطوة التي تبدأونها بشغف قد تقودكم إلى ما لم يجرؤ أحد على بلوغه.

أمل، طموح، وتحدي… هكذا يكتب الجيل الرابع فصول مستقبله .

 

16/08/2025

Related Posts