شهد الشريط الحدودي البحري بين مدينتي الفنيدق وسبتة ليلة شديدة التوتر، حيث سجلت نحو 300 محاولة للهجرة السرية عبر البحر في ظروف مناخية صعبة تميزت بضباب كثيف حد من الرؤية بشكل شبه كامل. ألقى عشرات الشباب، بينهم قاصرون وفتيات، بأنفسهم في البحر مستخدمين أدوات بدائية للطفو، وتمكن بعضهم من الوصول إلى السواحل الإسبانية قبل اعتراضهم من قبل الحرس المدني الإسباني والبحرية الملكية المغربية، في ظل عمليات إنقاذ مستمرة طوال الليل لتأمين سلامة المهاجرين.
كما أظهرت التقارير أن جزءًا من هؤلاء المهاجرين، وخصوصًا القاصرين، لا يلجؤون إلى مراكز الإيواء المؤقتة بسبتة، بل يختبئون لدى عائلات أو في منازل خاصة، في انتظار فرص للعبور غير القانوني نحو أوروبا. وفي الجانب المغربي، قام الجنرال المفتش العام للقوات المساعدة بجولة تفقدية للفنيدق لمتابعة جاهزية الوحدات المتمركزة على الحدود البحرية، في وقت تعيش فيه المنطقتان حالة استنفار أمني متواصل لمواجهة موجات الهجرة الجماعية الموسمية.
وعلى صعيد المآسي، توفي شاب تطواني غرقًا أثناء محاولته العبور نحو سبتة، لتضاف هذه الحوادث إلى أكثر من 19 وفاة مسجلة سنة 2025 وحدها نتيجة محاولات مماثلة. وتستمر السلطات المغربية في تعزيز إجراءاتها الاستباقية، من توقيف المرشحين للهجرة السرية ونقلهم لمراكز إيواء داخلية، إلى منع وسائل النقل من إيصالهم للمناطق الحدودية، في مسعى لمنع تنظيم محاولات جماعية مشابهة لما وقع في سبتمبر 2024 حين حاول أكثر من 1500 شخص اقتحام السياج الحدودي.
16/08/2025