أكد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أن توحيد بلاده بعد أكثر من عقد من الحرب يجب أن يتم عبر الحوار والتفاهم، لا من خلال السلاح وإراقة الدماء. وخلال لقاء جمعه بعدد من وجهاء محافظة إدلب بحضور مسؤولين ووزراء، شدد الشرع على أن المرحلة المقبلة تقتضي صياغة آلية جديدة لطي صفحة الصراع، رافضاً بشكل قاطع أي سيناريوهات تتعلق بتقسيم سوريا أو تفتيت جغرافيتها، ومعتبراً ذلك أمراً مستحيلاً.
تصريحات الشرع جاءت في وقت تشهد فيه محافظة السويداء توتراً متصاعداً عقب أحداث دامية الشهر الماضي خلّفت أكثر من 1600 قتيل، معظمهم من المدنيين الدروز، إثر مواجهات مسلحة مع البدو ثم تدخل قوات حكومية وفصائل عشائرية. وقد رُفعت في التظاهرات الأخيرة أعلام إسرائيل وصور لزعامات دينية، فيما تعهدت تل أبيب علناً بحماية الأقلية الدرزية، ونفذت ضربات جوية قرب القصر الرئاسي ومقر هيئة الأركان في دمشق، ما اعتبره الشرع دليلاً على تدخل مباشر يهدف إلى إضعاف الدولة السورية وزعزعة استقرار الجنوب.
وفي سياق آخر، تطرّق الشرع إلى المفاوضات الجارية مع الإدارة الكردية المسيطرة على مناطق واسعة شمال شرق البلاد، مؤكداً أن اتفاقاً وشيكاً بات قريباً رغم تعثر تطبيق تفاهم سابق وُقّع في مارس الماضي برعاية أمريكية. وأوضح أن النقاشات الحالية تتركز حول آليات التنفيذ، لافتاً إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تعلن استعدادها للتعاون لكنها ترسل في بعض الأحيان إشارات متناقضة على الأرض. الشرع شدد في ختام كلمته على ضرورة محاسبة كل الأطراف عن التجاوزات التي حدثت في السويداء، مؤكداً أن الدولة مسؤولة عن حماية مواطنيها وصون وحدة سوريا مهما كانت التحديات.
17/08/2025
