تحولت جنازة عابرة بجماعة لقصابي في إقليم كلميم، كان يفترض أن يسودها الصمت والخشوع، إلى مشهد مثير للجدل بعد أن استغل بعض المتعاطفين مع جبهة البوليساريو الانفصالية المناسبة لرفع علم الكيان الوهمي وترديد شعارات مناوئة للوحدة الترابية. هذه الخطوة، التي وثقتها مقاطع فيديو على مواقع التواصل، اعتبرها مراقبون تكتيكاً جديداً للجبهة المدعومة من الجزائر لإحياء مشروعها المتهاوي عبر الداخل المغربي، بعد أن فقدت الكثير من رهانها العسكري والدبلوماسي في الخارج.
ويرى حقوقيون ومتابعون للشأن المحلي أن ما وقع لا يعكس سوى حضوراً هامشياً ومحدوداً لتيار الانفصال في أوساط بعض الشباب المغرر بهم، ممن يعانون ظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة. وأكد أبو بكر أنغير، ناشط حقوقي من المنطقة، أن البوليساريو دأبت على استغلال المناسبات الاجتماعية والدينية لإبراز أطروحتها رغم تراجعها الكبير، مضيفاً أن استمرار الاعتماد على الأعيان والسياسة التقليدية في الصحراء دون إشراك حقيقي للشباب والكفاءات، يساهم أحياناً في خلق فجوات تستغلها هذه الأطروحات.
أما من زاوية العلاقات الدولية، فقد اعتبر محمد عطيف، أستاذ بجامعة شعيب الدكالي، أن رفع علم البوليساريو في كلميم ليس سوى محاولة بائسة للتشويش على الإجماع الوطني، مؤكداً أن المغاربة متمسكون بوحدة بلادهم وأن مبادرة الحكم الذاتي تكسب دعماً متزايداً من القوى الكبرى. وأشار إلى أن هذه التحركات الانفصالية لا تعدو أن تكون ضجيجاً رمزياً لن يغير في واقع الأمر شيئاً، خاصة في ظل التحولات الدولية التي صارت تصب في صالح المغرب، لتظل مشاريع الانفصال مجرد محاولات أخيرة في مسارها نحو التلاشي.
17/08/2025