تشهد مقابر مدينة تازة وضعاً مأساوياً يعكس حجم الإهمال المتراكم على مدى سنوات، رغم الجهود التطوعية والإحسانية التي يبذلها بعض المحسنين والشباب المتطوع. وتظهر جولات سريعة في مقابر “السعادة”، “المصلى”، “المسيرة” و“الكعدة”، فضلاً عن مقابر الأحياء الأخرى، صوراً صادمة: قبور إسمنتية متناثرة، قبور ترابية تكاد تختفي، روث الماشية، فضلات بشرية، قاذورات متنوعة، قنينات خمر وأعشاب وطفيليات تغطي جنبات المقابر، ما حول هذه الأماكن المقدسة إلى فضاءات مستباحة للعبث وممارسة أنشطة مرفوضة.
ويستنكر السكان والسياح سلوكيات مشينة تمس بحرمة المقابر، من تناول المخدرات إلى الرذيلة، خاصة في الأماكن التي تفتقر للإنارة والمسالك الطرقية، التي تحمي الزائر من المشي على القبور عن غير قصد. وأوضح أحد المواطنين، أحمد، أن المقابر يجب أن تبقى مجانية وتراعي البعد الإنساني للموتى وأقاربهم، مشيراً إلى الممارسات المثيرة للجدل في مقبرة “السعادة”، حيث يقوم القيمون على الدفن بإعادة استخدام قبور متوفين سابقين مقابل رسوم تتراوح بين 1500 و2000 درهم، ما يضاعف من معاناة المواطنين ويثير استياءهم.
ويطالب المواطنون بضرورة تدخل جميع الأطراف المعنية، من جمعيات المجتمع المدني والسلطات المحلية والمنتخبة، من أجل إعادة الاعتبار للمقابر من خلال العناية بها، توفير مسالك طرقية وإنارة مناسبة، وضمان احترام حرمتها. ويرون أن تكاتف الجهود سيعيد للمقابر مكانتها الطبيعية، ويضمن للمواطنين حقهم في دفن أحبائهم بكرامة وطمأنينة، بما يعكس قيم الاحترام والتضامن الاجتماعي في المدينة.
17/08/2025