تكثف جنوب إفريقيا تحركاتها الدبلوماسية للحفاظ على حضور جبهة البوليساريو في المشهد الإفريقي، في وقت يشهد فيه التأييد لإطروحة الجبهة تراجعًا ملحوظًا، بالتوازي مع تزايد الاعتراف الدولي والإفريقي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
وخلال القمة الإفريقية الأولى للاستثمار في المياه التي احتضنتها بريتوريا يومي 13 و14 غشت الجاري، التقى وفد البوليساريو برئاسة وزير خارجيتها محمد يسلم بيسط، بوزيرة المياه والصرف الصحي الجنوب إفريقية، بيمي ماجودينا، المنتمية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، في خطوة اعتبرها مراقبون ضمن مساعي جنوب إفريقيا لإبقاء ملف البوليساريو حاضراً على طاولة النقاش الإفريقي.
وفي السياق نفسه، انعقد اجتماع آخر في العاصمة الغانية أكرا جمع عبد القادر طالب عمر، ممثل البوليساريو، بالمبعوث الخاص للرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا ووزير الطاقة السابق، جيفري راديبي، على هامش قمة الأحزاب السياسية الإفريقية. وتأتي هذه اللقاءات في وقت تعيش فيه جبهة البوليساريو عزلة متزايدة على الساحة الإفريقية، مقابل دينامية مغربية متسارعة تجلت في افتتاح العديد من الدول الإفريقية لقنصليات عامة في العيون والداخلة، وتعزيز الرباط لعلاقاتها مع العواصم المؤثرة في القرار الإفريقي.
17/08/2025
