kawalisrif@hotmail.com

الشواء بين متعة المذاق والمخاطر الصحية

الشواء بين متعة المذاق والمخاطر الصحية

يحتل طبق الشواء مكانة بارزة في المائدة المغربية، ليس فقط كوجبة شهية، بل كرمز للاحتفاء والكرم في المناسبات العائلية والدينية، وعلى رأسها عيد الأضحى. ويحرص المغاربة على تحضيره بعناية وتقديمه كعلامة على الحفاوة بالضيوف، مما يجعله جزءا أصيلا من الذاكرة الجماعية وطقسا اجتماعيا يعزز الروابط الأسرية. غير أن هذا التقليد العريق، على محبته، أصبح يثير نقاشا متزايدا حول جدواه الصحية وما قد يترتب عن استهلاكه من أضرار محتملة، ليبقى بين مدافع عنه كجزء من الهوية الغذائية ومطالب بترشيد تناوله.

خبراء التغذية يؤكدون أن الشواء يحمل في طياته منافع ومخاطر على حد سواء. فبينما يعد خيارا صحيا نسبيا إذا استُهلك باعتدال لكونه لا يحتاج إلى كميات كبيرة من الزيت، فإنه قد يشكل خطرا عند تعرض اللحوم والدواجن للنار المباشرة، ما يؤدي إلى احتراقها وتكون مركبات مسرطنة مثل “الهيدروكربونات العطرية” و”الأمينات الحلقية غير المتجانسة”. كما أن عدم طهي اللحم بشكل متجانس قد يفتح الباب أمام تسممات غذائية، خاصة عند تناول الوجبة خارج المنزل. ولتفادي هذه المخاطر، يوصي المتخصصون بطرق طهي بديلة، كالتبخير أو استخدام جمر معتدل الحرارة، مع إزالة الأجزاء السوداء قبل الأكل.

ويحذر أطباء التغذية من الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء، مشيرين إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي بعدم تجاوز 150 غراما أسبوعيا، في حين أن بعض الأسر المغربية قد تتجاوز هذا المعدل يوميا. ويربطون ذلك بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي وسرطانات القولون والأمعاء. كما يشددون على أن الطهي التقليدي على الفحم يولد عناصر سامة بسبب الدخان واللهب، وينصحون بالاعتماد على بدائل أقل ضررا مثل الشوايات الكهربائية، مع ضرورة مرافقة اللحوم بالخضر الغنية بالألياف للحد من امتصاص المواد الضارة. وفي النهاية، يبقى الشواء جزءا من التراث المغربي، لكن تناوله بحذر ووعي هو السبيل للاستمتاع بمذاقه دون التفريط بالصحة.

18/08/2025

Related Posts