تشارك المملكة المغربية في مناورات UNITAS 2025، أطول تمرين بحري سنوي متعدد الجنسيات في العالم، المزمع انطلاقه منتصف الشهر المقبل على السواحل الشرقية للولايات المتحدة، بمشاركة نحو 8,000 عنصر من 25 دولة حليفة لواشنطن، بينها المغرب. وتُجرى التدريبات في قواعد بحرية أمريكية متعددة، مستخدمة حاملات طائرات ومدمرات وغواصات، إلى جانب طائرات بحرية دون طيار وسفن دعم، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون التكتيكي والقدرة على التصدي للتهديدات الإقليمية، وفق ما أكده الأدميرال الكندي كارلوس ساردييلو، قائد الأسطول الرابع الأمريكي.
وتكتسب مشاركة المغرب أهمية إستراتيجية وعسكرية بالغة، باعتباره الدولة الوحيدة الممثلة للمنطقتين العربية والإفريقية، إذ تعكس مكانته كلاعب رئيسي في الأمن البحري الإقليمي والدولي. ووفق خبراء عسكريين، فإن هذه المناورات توفر فرصة للبحرية الملكية لتطوير قدراتها العملياتية، واختبار جاهزيتها في مواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية، بما يشمل مكافحة القرصنة البحرية وحماية الموانئ الحيوية ومراقبة الموارد البحرية والاستثمارية، فضلاً عن تعزيز التعاون العسكري متعدد الجنسيات وتبادل الخبرات مع أقوى الأساطيل العالمية.
كما تعكس المشاركة المغربية أبعاداً جيو-إستراتيجية مهمة، إذ تؤكد إدراك شركاء المغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لموقع المملكة الحيوي كحلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا والمحيط الأطلسي. ويشير الباحثون إلى أن انخراط الرباط في هذه المناورات يعزز قدرتها على المساهمة في الأمن الجماعي البحري، ويتيح لها بناء منظومة ردع ضد التهديدات العابرة للحدود مثل القرصنة والتهريب والهجرة غير النظامية. ويؤكد حضور المغرب في هذه التدريبات على استراتيجيته القائمة على “القوة الذكية”، مستغلاً أدواته الدفاعية لتعزيز شراكاته السياسية والاقتصادية ورفع وزنه الدبلوماسي في المحافل الإقليمية والدولية.
18/08/2025
