kawalisrif@hotmail.com

الصيف المغربي يكشف فجوة الطبقات بين رفاهية المصطافين ومعاناة الأسر الهشة

الصيف المغربي يكشف فجوة الطبقات بين رفاهية المصطافين ومعاناة الأسر الهشة

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تتحول المدن الساحلية المغربية إلى مقصد لملايين الأسر الباحثة عن نسمة تلطف حر الصيف، لكن هذه الهجرة الموسمية تكشف التفاوتات الاجتماعية الصارخة. ففي حين تمتلئ الشواطئ والمرافق السياحية بالفئات الميسورة، تجد الأسر الفقيرة نفسها محرومة من أبسط مظاهر الاستجمام، مكتفية بالمراقبة من بعيد أو بنزهات قصيرة لا تغني عن حرارة الشمس ولا عن تكاليف النقل والطعام. هذا الواقع يعكس هشاشة القدرة على الولوج للترفيه، ويبرز أن العطلة الصيفية لم تعد حقا مشاعا للجميع، بل امتيازا طبقيّا تفرضه الظروف الاقتصادية.

قصص الأطفال العاملين على الشواطئ أو في الأسواق المؤقتة تعكس الجانب المظلم لهذا الفصل. أمين، ابن الرابعة عشرة، يبيع الحلوى والبسكويت للمرتادين على شاطئ عين الذئاب بالدار البيضاء، في محاولة لدعم أسرته، عوض التمتع بطفولته كما يفعل أقرانه من الطبقات الميسورة. ووسط الانفصال الكبير بين الفئات الاجتماعية، تكشف منصات التواصل الاجتماعي عن هذه الفوارق بشكل صارخ، ما يزيد من شعور الأطفال بالفقدان والحرمان. رغم برامج الدعم الاجتماعي والمبادرات الحكومية، ما تزال الفوارق قائمة، مما يطرح تساؤلات حول العدالة الترفيهية وإمكانية جعل الصيف متاحا لجميع المواطنين.

الخبراء الاقتصاديون والسياسيون يشيرون إلى أن التفاوتات الاجتماعية تتعمق بفعل التغيرات الاقتصادية الأخيرة، وارتفاع الأسعار، وتراجع القدرة الشرائية، ما جعل العطلة الصيفية عبئا ثقيلا على الأسر الهشة والمتوسطة على حد سواء. غياب المراقبة على تكاليف الفنادق والمطاعم والنقل، إلى جانب ضعف السياسات الحكومية الفاعلة لدعم العائلات، يعزز الشعور بالاستبعاد الاجتماعي ويكرس الامتياز الطبقي. وفي ظل هذه الأوضاع، يبرز الصيف المغربي ليس مجرد فترة من الحر والمرح، بل مرآة صادقة للتفاوتات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها المملكة.

18/08/2025

Related Posts