في ظل الاهتمام المتزايد بملف الحيوانات الضالة بالمغرب، حذر نشطاء وفاعلون مدنيون من إغفال قضية الأشخاص بدون مأوى والمختلين عقلياً، مشددين على أهمية وضع استراتيجية وطنية شاملة لإعادة إدماج هذه الفئة قبل استضافة المملكة للتظاهرات الرياضية القارية والدولية. ويشير هؤلاء إلى أن إعطاء هذه الفئة فرصاً للتكوين في حرف ومهن متنوعة بحسب ميولهم وقدراتهم، مع توفير متابعة نفسية واجتماعية، يسهم في تعزيز استقلاليتهم ويمنحهم دوراً فعالاً داخل المجتمع.
وأوضح عبد الكبير الجعفري، فاعل مدني، أن ظاهرة الأشخاص بدون مأوى والمختلين عقلياً منتشرة في أغلب المدن المغربية رغم وجود مراكز إيواء، مؤكداً أن دمجهم بشكل منهجي يساعد على إعادة تأهيلهم اجتماعياً ونفسياً، ويمنحهم فرصة للمساهمة في الحياة العامة. وأضاف أن إشراكهم كمتطوعين مدربين في فعاليات كبرى مثل كأس إفريقيا والمونديال يعزز شعورهم بالقيمة ويتيح لهم المشاركة الفعالة في المجتمع، بدل الاقتصار على نقلهم بين المدن، ما يفاقم هشاشتهم ويخلق هوامش غير مستقرة.
ومن جانبه، أكد محمد وهيب أن إهمال هذا الملف يؤدي إلى تفشي الجريمة ويزيد من هشاشة الفئات المعنية، مشدداً على أن المسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع المدني لوضع حلول جذرية وفعالة. وأضاف أن الاستراتيجية الحالية لم تنجح في معالجة المشكلة، داعياً إلى تبني برنامج وطني جديد يدمج هذه الفئة اجتماعياً واقتصادياً، ويتيح لهم فرصة للمساهمة الإيجابية في فعاليات وطنية ودولية بعد تأهيلهم وتدريبهم بشكل مناسب.
18/08/2025