تحولت حياة سكان إقامة “كور دو في” بالمدينة الخضراء في بوسكورة، ضواحي الدار البيضاء، إلى معاناة حقيقية بسبب الضجيج المستمر الناجم عن أشغال بناء مشروع سكني جديد تشرف عليه شركة متعاقدة مع المجموعة العقارية العامة CGI. ورغم التزامها في محاضر رسمية باحترام أوقات العمل داخل الأوراش تحت إشراف السلطات المحلية، واصلت الشركة أنشطتها طيلة النهار والليل وحتى خلال العطل والأعياد، ما اعتبره السكان خرقا لضوابط حسن الجوار وتعديا على السكينة العامة، تسبب في مشاكل صحية ونفسية لعدد منهم.
سكان الإقامة عبّروا عن استيائهم من تملص الشركة من تعهداتها، مؤكدين أن ممثليها برروا استمرار الأشغال بالحاجة إلى احترام آجال زمنية محددة مرتبطة ببرنامج تسليم المشروع، بل ذهبوا إلى حد ربطه بشكل غير مباشر بمشاريع البنية التحتية الخاصة باستضافة “مونديال 2030”، وهو ما اعتبره السكان محاولة للضغط على السلطات. ورغم صدور توجيهات من عامل إقليم النواصر بضرورة ضبط ساعات العمل وضمان راحة الساكنة، وُثّقت عبر محاضر رسمية، فإن الشركة واصلت أنشطتها بشكل مكثف متحدية القرارات.
من جهته، أوضح المسؤول القانوني للشركة أن الحديث عن علاقة المشروع بكأس العالم 2030 “أُخرج عن سياقه”، مبرزا أن شركته ملزمة بإنجاز المشاريع العقارية المرخصة داخل المدينة الخضراء قبل ذلك الأفق الزمني. وأضاف أن إيقاف الأشغال في العطل والأعياد سيؤثر على التزاماتها التعاقدية وعلى استقرار اليد العاملة التي تعتمد على أجور يومية، مشيرا إلى أن الشركة تنتظر قرارات السلطات الولائية والإقليمية لتحديد ساعات العمل رسميا. وبينما يستمر شد الحبل بين السكان والشركة، تتواصل الشكايات المرفوعة إلى مختلف الجهات المسؤولة، دون أن يلمس المتضررون تغييرا ملموسا على أرض الواقع.
19/08/2025