الحرب الإعلامية التي يشنها النظام العسكري الجزائري على المغرب ومؤسساته ليست حربًا عادية، بل هي حملة غير مسبوقة، تفتقد لأبسط معايير الأخلاق والنزاهة. إنها معركة مع الأسف تُدار بوسائل غير شريفة، تُسخَّر فيها الأقلام والشاشات والمنصات لتأجيج العداوة بدل بناء الجسور. والأدهى أن هذه الحملات تُدار في وقت يعرف فيه العالم أزمات كبرى تتطلب من دول المنطقة التآزر والتعاون بدل التناحر.
المؤسف أن بلدين كالمغرب والجزائر، بما يملكانه من إمكانيات طبيعية هائلة وثروات بشرية ومادية، قادران لو تحالفا على صنع معجزات اقتصادية وتنموية، لا على مستوى المنطقة فقط، بل حتى على مستوى القارة الإفريقية برمتها. غير أن الحسابات الضيقة التي يتحكم فيها بعض دوائر القرار في الجزائر، والتي ترتبط أكثر بالمصالح الشخصية وبالأرصدة الضخمة في بنوك الخارج، تضع مستقبل شعبين شقيقين رهينة في يد قلة لا ترى إلا من منظور ضيق لا علاقة له بالمصلحة العامة.
كشعوب، لسنا على هذا الطريق. نحن لا نتفق مع ما يُدار باسمنا ولا مع هذه العداوة المصطنعة التي لا تخدم لا المغرب ولا الجزائر. بل إن صوت الشعوب اليوم يتجه نحو حلم آخر، حلم الوحدة لا التفرقة، حلم بناء وطن واحد يجمع البلدين تحت راية الاستقرار والشرعية، راية الملكية التي أثبتت عبر التاريخ أنها الضامن الأمثل للاستمرارية وللتوازن السياسي في المنطقة.
إن المغرب والجزائر ليسا سوى جناحين لجسد واحد، وما يفرق بينهما اليوم ليس قدرًا تاريخيًا بل قرار سياسي ضيق الأفق. الشعوب أقرب مما يتصور البعض، والقلوب أكثر انفتاحًا من كل هذه الحدود. لقد آن الأوان للتفكير في مستقبل واحد، وطن واحد، تُحمل فيه الراية نفسها، راية الملك محمد السادس، رمز الاستقرار وضامن الوحدة.
- بقلم الاستاذ كفيل محمد الامين العام لحزب النهضة والفضيلة