kawalisrif@hotmail.com

الناظور :    عرس أسطوري يتحوّل إلى إنزال أمني مركزي غير مسبوق بالناظور … موسى ، و”تيراشراش” الملايين تحت المجهر

الناظور : عرس أسطوري يتحوّل إلى إنزال أمني مركزي غير مسبوق بالناظور … موسى ، و”تيراشراش” الملايين تحت المجهر

ليلة من ألف ليلة وليلة عاشتها منطقة أزغنغان ضواحي الناظور. أضواء، موسيقى صاخبة، ملايين متناثرة في الهواء كالمطر، بقاعة “معيوة بسلوان” ووجوه معروفة من عالم الفن … لكن خلف بهرج العرس، تحرّكت آلة الدولة الثقيلة، واستنفر الأمن مختلف أجهزته في مشهد غير مسبوق.

فبينما كان المطرب الشعبي الميلودي يطلق صيحاته لفائدة «إبراهيم آ دغلاوي» – الزعيم المعتقل لشبكة خطيرة – كانت سيارات الشرطة القضائية والدرك الملكي تتحرك بصمت في شوارع المدينة، بعد وصول محمد الدخيسي، مدير الشرطة القضائية بالمغرب، رفقة كوموندو من الفرقة الوطنية، في مهمة توصف بـ “الاستثنائية”.

“تيراشراش” الملايين يفضح المستور

المشهد لم يكن مجرد عرس تقليدي. موسى، العريس المثير للجدل، وشريكه لطيف ، حوّلا الحفل إلى استعراض للقوة والمال. أوراق مالية متناثرة، فنانين كبار تم استدعاؤهم بميزانيات ضخمة، وجمهور مبهور يتساءل: من أين تأتي كل هذه الثروات في منطقة ينهشها الفقر والبطالة ؟

المصادر الأمنية أكدت أن موسى ليس مجرد “عريس”، بل واحد من كبار المهربين على الطريق الساحلي الرابط بين الناظور والدريوش. الرجل موضوع أكثر من 100 مذكرة بحث بتهم القتل وتهريب المخدرات الصلبة وتدبير رحلات سرية للمهاجرين نحو السواحل الأوروبية. ومع أول إشارة عن وصول الفرقة الأمنية المركزية ، فرّ موسى رفقة عروسه ( بحسب مصادر غير مؤكدة ) إلى الضفة الإسبانية تاركًا وراءه عرسًا تحوّل إلى مسرح مفتوح للتحقيقات.

الفن … بين الفرح العابر وأجندة المافيا

حضور فنانين مثل الميلودي وباطمة وسلطان أثار الكثير من الجدل. هل كانوا مجرد مؤدّين بأجر أم واجهة لتبييض صورة شبكات مشبوهة؟ التحقيقات شملت أصحاب الفنادق التي استضافت الفنانين، بل وحتى بعض المغنيين الذين استُجوبوا حول الجهة التي تكفلت بمصاريفهم.

إنزال أمني غير مسبوق

ليلة العرس تبعتها حملة تمشيط واسعة. عناصر الفرقة الوطنية والدرك الملكي تنفذ عمليات مراقبة ورصد دقيقة، شملت أحياء بأزغنغان والناظور وضواحيهما، في محاولة لفك خيوط شبكة مترابطة بين تهريب المخدرات، الاتجار بالبشر، وتبييض الأموال ، ومتورطة في القتل .

اجتماعات ماراثونية “سرية للغاية” انعقدت بعيدًا عن الأضواء، بينما مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت بالتعليقات الساخرة والغاضبة، بين من يرى في الحدث “ملحمة فرح” ومن يعتبره “فضيحة” تكشف تغوّل المافيا.

الدولة تحسم بالصرامة

الرسالة كانت واضحة: لا فرح بلا حدود. الدولة ليست متفرجًا، بل لاعبًا حاسمًا في موازنة الحرية والرقابة. كل حفل صاخب قد يكون فرصة للكشف عن شبكات خفية، وكل “تيراشراش” ملايين قد يتحول إلى خيط يقود إلى جرائم منظمة.

عرس موسى لم يكن مجرد ليلة زفاف… كان اختبارًا لقدرة الدولة على فرض النظام وسط زوبعة الفقر والمال والفن. وبينما يفرّ موسى نحو الضفة الأخرى، تواصل الأجهزة الأمنية فك خيوط شبكة معقّدة، لتؤكد أن زمن “الفرح خارج القانون” قد انتهى.

 

19/08/2025

Related Posts