شهدت عدة مناطق بإقليم الحوز فيضانات قوية ناجمة عن أمطار طوفانية، أغرقت الحقول وقطعت الطرق وتسببت في أضرار جسيمة للمنازل والمزروعات، فيما جرفت سيول وادي أزادن بجماعة ويركان معدات ثقيلة تابعة لشركة مكلفة ببناء سد بالمنطقة. الحادث أثار حالة من القلق بين السكان الذين لم يتعافوا بعد من تداعيات الزلزال المدمر الذي هز المنطقة في شتنبر 2023، بينما سارعت السلطات المحلية إلى تفعيل إجراءات وقائية لاحتواء الوضع، دون تسجيل خسائر في الأرواح.
الأمطار العاصفية تسببت في دوي صفارات الإنذار بجماعة ويركان مع تسجيل حمولة مائية غير مسبوقة في أودية غراية وإزادن، وسط مخاوف من تفاقم الأضرار. ورغم تأكيد السلطات أن الوضع تحت السيطرة، إلا أن ساكنة المناطق المنكوبة ما تزال تعيش ظروفًا قاسية، حيث يقيم كثيرون في خيام بلاستيكية منذ نحو عامين على الفاجعة. جمعيات محلية، من بينها جمعية النهضة للتنمية، طالبت بتعويض المتضررين وتسريع وتيرة إعادة الإعمار، محذرة من استمرار التهميش الذي يعمّق معاناة الأسر الجبلية.
وفي سياق متصل، وجّه الائتلاف المدني من أجل الجبل والتنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز انتقادات حادة للخطاب الرسمي، معتبرين أن الأرقام الحكومية بشأن إعادة الإعمار والدعم المالي لا تعكس الواقع الميداني، بل تكشف عن فوارق صارخة وتلاعبات في عمليات الإحصاء والتوزيع. الهيئتان شددتا على ضرورة نشر قاعدة بيانات شفافة وفتح تحقيق مستقل في الخروقات المسجلة، مع التأكيد على أن استمرار معاناة المتضررين ليس قدراً طبيعياً، بل نتيجة مباشرة لسوء التدبير وغياب العدالة في معالجة الكارثة.
19/08/2025